«هتلر، موسوليني، هولاكو، ستالين،... (اسم مرسل الرسالة)، نابليون، صدام حسين... أسماء هزت التاريخ. واحد منهم لا يزال على قيد الحياة ويهنئك بالعيد». ورسائل نصية مطرزة أحياناً بقلوب تنتاشها السهاموأحياناً بقلوب تشبه قلوب ورق اللعب (الكوتشينة)، وغير ذلك من الحيل والابتكارات التي أضحت في غالب الأحيان، بديلاً من دفء التواصل الإنساني، وإن يكن عبر الاتصال الهاتفي أو المصافحة، لتبليغ تهاني العيد، لتحل محله التهنئة «الجامدة» التي أتاح لها تقدم تكنولوجيا الإرسال النصّي أن تعوِّض نقص الدفء بالقلوب والمتواليات الهندسية والسهام، والبديهة الموفقة في اصطفاء نصوص موجزة وقادرة على التعبير المنشود. ومثلما كانت السينما ضحية لتقنية ال«دي في دي» والفيديو، ومثلما أضحت تقنية استقبال بث الأقمار الاصطناعية بديلاً لدى كثيرين من قراءة الصحف والكتب وتتبع القنوات الأرضية، فإن رسائل ال «SMS» أضحت بديلاً تعويضياً عن الاتصال الهاتفي والحضور الجسدي حتى غدا كثيرون يحمّلون الرسالة النصية مسؤولية تقطيع صلة الرحم، وإضعاف الصداقة الوثيقة، وبات العيد يأتي ويمر ويكتفي الأحباب والأقارب بالرسائل النصية. وأتاح التقدم التكنولوجي للفرد أن يفرغ من تهنئة مئات، بل آلاف الأشخاص، في ثانية واحدة، بدلاً من إهدار الوقت في إرسال رسالة واحدة لكل شخص بمفرده. ويقول المواطن محمد الخريجي، إن رسائل التهنئة بالعيد لم تعد مقتصرة على فئة معينة، بل يستخدمها الصغير والكبير، والنساء أيضاً، وإن تلك الرسائل باتت «جامدة» تطفئ حرارة اللقاء ودفء اللسان. وأضاف انه يرفض تلك الطريقة في التهنئة، ويحرص على اللقاء والاتصال الهاتفي مهما كانت كلفته. وأشار المواطن تركي التركي إلى أن «الأهم هو توصيل التهنئة بأية طريقة، وليس ضرورياً أن يكون ذلك باللقاء أو الاتصال الهاتفي، وعموماً الجميع اعتادوا على تلك الوسيلة للتهنئة». ولم تقتصر رسائل التهنئة على الاستخدام الهاتفي، بل إن عشاق التحليق في أثير شبكة «الإنترنت» اختاروا تحميل البريد الالكتروني رسائل التهنئة بالعيد. وقال أحمد الفهد الذي يلجأ إلى البريد الإلكتروني، إن الرسائل النصية باتت مكلفة، كونه يضطر في مناسبات الأعياد إلى إرسال ما يقارب 100 رسالة نصية أو أكثر تتم محاسبته على كل واحدة منها ضمن فاتورة هاتفه النقال، في حين أن خدمة البريد الالكتروني تتم من دون مقابل مالي.