دعا المجلس البلدي لمدينة مصراتة امس، جماعة «أنصار الشريعة» في بنغازي ودرنة، إلى إعلان «التزامها الصريح بمبادئ ثورة 17 فبراير وأهدافها، ومن أهمها بناء مؤسسات الدولة على أسس الحق والعدل، وبما لا يخالف الشريعة الإسلامية ، والمشاركة في استقرار الوطن». يأتي ذلك غداة قرار مجلس الأمن وضع الجماعة على لائحة التنظيمات الإرهابية المستهدفة بعقوبات. ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية امس، عن بيان مجلس مصراتة، دعوته «أنصار الشريعة» إلى «حل نفسها كجماعة أو تنظيم يعرقل العملية السياسية التي ارتضاها الليبيون لبناء دولة مدنية دينها الإسلام الوسطي، بعيداً من الغلو والتطرف»، مشدداً على «رفض توظيف الدين في مآرب سياسية». وأكد مجلس مصراتة في بيانه نبذ العنف والإرهاب والتطرف، واستنكر «تسويق أفكار تُفرض على الشعب الليبي بقوة السلاح». ورفض التدخل الخارجي في شؤون البلاد الداخلية، «مع احترام الشرعية والقانون الدوليين، ودعم الجهود الرامية إلى تحويل ليبيا دولة آمنة ديموقراطية». ونوه بأهمية دور الأممالمتحدة في إعادة بناء دولة المؤسسات في ليبيا. وطالب البيان بإنزال «أشد العقوبات بالمدعو (خليفة) حفتر ومن يناصره ويدعمه، والذين يريدون اختطاف العملية الديموقراطية، واعتبارهم جماعات إرهابية تعرقل المسار الديموقراطي في ليبيا». ويأتي بيان مجلس مصراتة في أعقاب رسالة وجهتها مجموعة من مثقفي المدينة إلى نظرائهم في الشرق الليبي الأسبوع الماضي، شددوا فيه على «حرمة دم الليبي على الليبي، وكذلك ماله وعرضه». كما شددت الرسالة على ضرورة «إطفاء النار قبل تأكل الأخضر واليابس» في الوطن. ودعا موقعو البيان الى «التعالي على الحزازات الضيقة» و «التلاقي من أجل الإصلاح ووأد الفتنة وجبر الخواطر». على صعيد آخر، شنت طائرة مجهولة ضربة جوية أمس، على مطار معيتيقة في العاصمة الليبية طرابلس والذي تسيطر عليه «فجر ليبيا». ويأتي ذلك إثر إعلان رئاسة الأركان التابعة لحفتر عزمها على إغلاق مطاري طرابلس ومصراتة، والموانئ البحرية في مصراته وسرت وزوارة، في مسعى إلى عزل الغرب الليبي عن الخارج. ولم تلحق الغارة أضراراً كبيرة بمطار معيتيقة. يأتي ذلك في وقت أثار انسحاب قوات «فجر ليبيا» من مدينة ككلة في جبل نفوسة (غرب)، لغطاً حول عزم هذه القوات (وعمادها ثوار مصراتة) في إيصال الحرب ضد مقاتلي الزنتان و «جيش القبائل» إلى أبعد مدى، في وقت تصاعدت مطالبات بحقن الدماء. وأبلغ «الحياة» مصدر من «فجر ليبيا» أن قوات من «ثوار ككلة والزاوية لا تزال داخل المدينة وتتمركز في مناطق المزايدة والعمورية وقطيس، للدفاع عن المدنيين في مواجهة هجوم الزنتان وجيش القبائل». وأكد المصدر أن «الثوار مسيطرون على نصف المدينة» المحاصرة، نافياً صحة ما أشيع عن سيطرة المهاجمين على ككلة بكاملها.