الميل إلى نادٍ هل هو مكتسب أم فطري؟ هل ولد معنا أم ورثناه عن آبائنا؟ هل من السهل أن تشجع اليوم نادياً وغداً نادياً آخر؟ هل رحلة البحث عن يقين رياضي لك بتشجيع نادٍ يلزمك فيه أن تخوض تجارب تشجيع مختلفة؟ هل من الممكن أن تشجع نادياً وتخلص له، وتفرض عليك المصالح أن تغير اتجاه بوصلتك، فينطق لسانك ويكتب قلمك، ما لم يتحدث به قلبك؟ هل تتخيل نفسك أنك من الممكن أن تضر ناديك الأصلي لأجل منصب أو وجاهة؟ هل من الممكن أن تشجع نادياً وتحترق لأجله، ثم بعدها تترأس نادياً آخر ومنافساً، وتعمل جاهداً لهزيمة حبك القديم؟ هل «نهكر» حساباتك وننشر فضائحك لأنك تشجع نادياً منافساً؟ ما أكثر الأسئلة وما أصعب الأجوبة! عودة النصر من جديد إلى المنافسة جعلت هذه الأسئلة تتكاثر، وجعلت كثيرين ممن كانوا لا يستطيعون الجهر بكره الهلال، لأن ناديهم لا يسر، يخرجون ليقولوا النون وما لا يعلمون! واكتشفنا كم أن بعضاً كان يحكي حكايا ويقدم نفسه على أنه الابن البار للهلال، وما إن عاد النصر حتى بدأ يلمز ويغمز! التشجيع حق لا غبار عليه لكل أحد، وغير قابل للسلب أو النهب أو الإجبار، لكن في المقابل من حق كل مشجع أن ينشغل بناديه عن البقية لكي يرتقي ناديه به أكثر. المشجع العادي قد نلتمس له العذر إن خرج عن النص، لكن الإعلامي والمسؤول الإداري لا نسمح له بتجاوزات مهنية قد تظلم كثيرين بسبب جرة قلم أو تصريح غير مسؤول. وحدهم اللاعبون في عصر الاحتراف أجبروا أن يكون إخلاصهم للشعار ولا سواه، ومتى ما خلعوا هذا الشعار ولبسوا غيره انتصروا للجديد وهكذا، وهذا من سنن الحياة الرياضية الجديدة. من الخطأ أن تتحول الممارسة الحياتية إلى تشجيع سخيف، فتسمية مواليد أو احتفالات نجاح أو حتى للأسف حملات إغاثة نجردها من الإنسانية ونغلفها بوثاق التشجيع الزائف، بدلاً من أن نفرح بوصول مساعدات إلى محتاجين يهمنا أن شعار النادي كان مرتفعاً ليعلم الكل أي عمل يقوم به، ونسوا أن ما عند الله هو الباقي وما عند الباقيين هو ما ينفذ. ما نريده أن نعود إلى تشجيع السبعينات وما قبل الألفية، عندما كان التشجيع للنادي ولا نجرف بعده لعمليات هدم وإيذاء والتهمة أنك مشجع لنادٍ منافس! [email protected]