اتهم رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني «الاتحاد الديمقراطي الكردي» الموالي لحزب «العمال الكردستاني» أمس بممارسة «سياسة الإقصاء تجاه قوى سياسية كردية في سورية والتعاون مع النظام السوري»، لافتاً إلى أن زيارة وزير الدفاع السوري العماد جاسم الفريج إلى مدينة قامشلي «دليل على التعاون» مع النظام باعتبار أن هذه المدينة تخضع لقوات «الديموقراطي». وقال بارزاني في مؤتمر صحافي في أربيل أمس أن قرار منع رئيس «الديموقراطي» صالح مسلم من دخول إقليم كردستان «ناجم عن سوء فهم ويعد إشكالية بسيطة بإمكاننا حلها». من جهته، قال الناطق باسم «مجلس شعب غرب كردستان» التابع ل «الاتحاد الديمقراطي» شيرزاد يزيدي ل «الحياة» إن على «الحزب الديموقراطي الكردستاني (بزعامة مسعود بازراني) الكف عن التدخل السافر في شؤون غرب كردستان». وأضاف: «نرفض الخضوع لوصاية أحد. ومعلوم أنه (بارزاني) منحاز إلى أطراف محددة محسوبة عليه في غرب كردستان التي رفضت المشاركة في الإدارة الذاتية المعلنة أخيرا وتفريطها بأبسط حقوقنا القومية المشروعة بناء على أجندات ومصالح حزبية ضيقة»، لافتاً إلى أن «توجيه الاتهامات لنا بالتعاون مع النظام السوري أصبحت مبتذلة، إذ تمكنا من تحرير غالبية المناطق الكردية قبل أكثر من عام. والإدارة الذاتية المعلنة هي نموذج لسورية ككل، وهذا أكبر إنجاز ثوري ضد النظام السوري، وأن رهان الطرف الآخر يصب في خدمة النظام السوري موضوعياً، ودفع بالبلاد إلى أتون حرب طائفية وحرف الثورة عن مسارها». وعن الموقف من زيارة وزير الدفاع السوري إلى مدينة قامشلي، قال يزيدي: «نحن لا علم لنا، ولسنا معنيين بهذه الزيارة»، داعياً حزب بارزاني إلى «مراجعة سياساته الخاطئة والمنحازة لأطراف محددة في غرب كردستان، ونأمل أن يشكل وصف نيجيرفان قرار منع صالح مسلم دخول الإقليم بسوء الفهم بداية لمراجعة شاملة للموقف وإتباع سياسية متوازنة، على رغم أن أكثر من مسؤول في حزبه صرحوا بأن قرار المنع كان مقصوداً». وعن الموقف إزاء التقارب بين الإقليم وتركيا والذي توج بتوقيع عقود نفطية، قال يزيدي: «نحن لا نرى بأن مواقف الحزب الديموقراطي تعكس وجهة نظر الإقليم ككل من حكومة وشعب وأحزاب»، لافتاً إلى أن «بقية الأطراف مثل «الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة جلال طالباني و «حركة التغيير» تبنت مواقف مؤيدة لإعلان الإدارة الذاتية في غرب كردستان. لذلك نرى أن سياسة الحزب الديموقراطي متأثرة بالأجندة والاعتبارات التركية. وننصحه بأن لا ينظر إلى تجربتنا الديموقراطية من المنظار التركي التي لديها خوف من الأكراد، ولا شك أن هناك ترابطاً ما بين سياسة الطرفين تجاه غربي كردستان». في سياق آخر، أعلنت قوات الأمن الكردية (آسايش) في محافظة السليمانية في بيان عن «اعتقال إرهابيين، مطلوبين بموجب مذكرات اعتقال صادرة من محكمة جنايات بغداد»، مشيرة إلى أن المعتقلين «من سكان محافظة الأنبار، أحدهما كان ضابطاً في الجيش العراقي السابق، وخططا لتنفيذ هجمات إرهابية في السليمانية وهما متهمان بقتل ضابط وعمليات تهريب أسلحة بين العراق وسورية وتنفيذ عمليات إرهابية». ويأتي الإعلان بعد يوم من انفجار عبوتين لاصقتين داخل سيارتين تابعتين لقوات البيشمركة الكردية في مصيف سرجنار وسط السليمانية، أسفرتا عن إصابة ضابطين بجروح. كما تزامن مع إعلان مديرية أمن المحافظة «اعتقال 16 إرهابياً خلال الأشهر القليلة الماضية ممن شاركوا في الحرب الدائرة في سورية إلى جانب الجماعات المتشددة»، بحسب بيان للمديرية الذي أضاف أن «63 شاباً من الإقليم التحقوا بصفوف الجماعات الجهادية». وتؤكد مصادر حكومية مقتل تسعة من شبان الإقليم في سورية.