اعتبر رئيس «حزب الشعب الجمهوري» التركي المعارض كمال كيليجدارأوغلو، أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بات عاجزاً عن حكم البلاد، بعد فضيحة الفساد المالي التي تطاول وزراء وساسة وبيروقراطيين مقرّبين منه. وقال ل «الحياة»: «أردوغان لا يمكنه أن يحكم بعد الآن، وحتى لو أصرّ على البقاء في الحكم، سيكون مثل بطة عرجاء تحكم ولا تحسم وتعرقل تقدّم تركيا». كيليجدار أوغلو الذي يُعدّ زعيم ثاني أبرز حزب في تركيا والمنافس الأقوى لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في الانتخابات البلدية والرئاسية العام المقبل، أشار إلى أنه لم يُفاجأ بالفضيحة، مذكّراً بأن حزبه يلاحق الحكومة منذ العام الماضي لكشف تقارير المراقبة المالية على مصاريف الوزارات والمناقصات العامة. وتابع: «ارتكبت الحكومة مخالفة دستورية صريحة، من خلال إصرارها على إخفاء تلك التقارير وحجبها عن البرلمان، وما تسرّب من تلك التقارير يشير إلى حجم فساد مالي هائل». واعتبر أن أردوغان تغيّر، وحزبه أيضاً، وزاد: «مشين ومؤسف أن الرجل الذي بدأ عمل أول حكومة له عام 2003 بتشكيل لجنة في البرلمان لكشف الفساد ومكافحته، وكنت أحد أعضائها، ينتهي به الأمر بأن يغرق في الفساد حتى أذنيه». وذكر كيليجدار أوغلو ل«الحياة» أن حزبه سعى إلى التواصل مع دول الجوار والعالم، لإبلاغها أن ثمة توجهاً سياسياً ورؤية سياسية قوية ومتينة تخالف السياسة الخارجية التي ينتهجها حزب «العدالة والتنمية»، وأن الشعب التركي لا يوافق على هذه السياسة، خصوصاً التدخل في الشؤون الداخلية لدول «الربيع العربي» ومساندة الاستقطاب الطائفي في المنطقة ودعم الأحزاب الدينية. كيلجدار أوغلو الذي زار أخيراً الولاياتالمتحدة والعراق والصين وأرسل وفوداً من حزبه إلى مصر وسورية، نفى اتهامات وجّهتها إليه حكومة أردوغان، بدعم الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي. وزاد: «موقفي من الأزمة السورية واضح بأنني أناهض أي زعيم يقمع شعبه أو يطلق النار عليه، ولكنني أرفض التدخل في هذه الأزمة لمصلحة طرف، وأؤكد منذ البداية أن دور تركيا كان يجب أن يكون وقف القتال وحشد الجهود لعقد مؤتمر يشبه مؤتمر جنيف، وأن ليس من حقها أن تحدّد من يجب أن يحكم سورية». ولفت إلى «خروق قانونية خطرة تهدد شرعية حكومة أردوغان، بسبب دعمها فصائل المعارضة المسلحة في سورية»، مضيفاً أن ثمة «قضايا أمام القضاء التركي تثبت توريد سلاح، بل مواد كيماوية تُستخدم في صنع سلاح كيماوي». واعتبر أن «هذا تطور خطر، أساء إلى سمعة تركيا دولياً». وتطرّق إلى الشأن المصري، معتبراً أن «الانقلاب العسكري الذي نفذه السيسي بدّد آمال شريحة ضخمة من المصريين، لكنه في الوقت ذاته تزامن مع طلب (قدّمه) ملايين المصريين الذين عانوا من سياسة الإخوان المسلمين»، وتابع انه «ينتظر من القيادة المصرية أن تسلّم سريعاً السلطة إلى قيادة منتخبة». ورأى كيليجدار أوغلو أن تجارب دول «الربيع العربي» تشير بوضوح إلى «فشل ما يُسمى الإسلام السياسي أو الإسلام المعتدل، في تحقيق تطلعات شعوب المنطقة، وأن مستقبل هذه التجربة إلى زوال». وربط بين تلك التجارب وحكومة حزب «العدالة والتنمية» في تركيا، في إشارة إلى أنها قد تلقى مصير حكومات جماعة «الإخوان المسلمين» في المنطقة.