أبلغ معارضون «الحياة» أمس: «إنهم سمعوا من مسؤولين أميركيين وروس والمبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي في جنيف في اليومين الماضيين، بوجود اقتراح ب «حل وسط» لعقدة حضور إيران«جنيف - 2» يقوم على «وجود عشرة مسؤولين وخبراء إيرانيين خارج قاعة المؤتمر في جنيف للمساهمة في تسهيل المفاوضات» بين ممثلي النظام السوري والمعارضة». وقال الإبراهيمي بعد اللقاء التشاوري في جنيف مساء أول من أمس: «بالنسبة لإيران لم نتوصل إلى اتفاق بعد. وليس سراً أننا في الأممالمتحدة نرحب بمشاركة إيران، لكن شركاءنا في الولاياتالمتحدة ليسوا مقتنعين بعد بأن مشاركة إيران ستكون أمراً صائباً»، مضيفاً: «أن السعودية هي على قائمة الدول المدعوة إلى المحادثات التي يزيد عددها عن 30 دولة». في المقابل أعلن مسؤول أميركي رفيع: «على إيران سحب العسكريين من سورية ووقف التمويل للميليشيات هناك بما فيها حزب الله اللبناني»، موضحاً أن المشاورات ستستمر حول مشاركة ايران وهناك «طرق عدة» كي تلعب دوراً في المفاوضات». وكشف معارضون التقوا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والسفير الأميركي روبرت فورد والإبراهيمي ومساعده ناصر القدوة، أن الجانب الأميركي ودولاً غربية ترفض مشاركة إيران ما لم تعلن صراحة موافقتها على «بيان جنيف - 1» والقبول علناً بتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة، في مقابل قول بوغدانوف إنه لا داعي لكي تقبل إيران«جنيف - 1» قبل مجيء ممثليها إلى المؤتمر، إذ إنه «بمجرد قبول إيران الدعوة إلى المؤتمر يعني موافقتها على نص بيان جنيف الأول وتشكيل الحكومة الانتقالية»، وفق ما نقل معارض عن المسؤول السوري الذي أضاف: «إذا أردنا نجاح العملية التفاوضية وتنفيذها، فلا بد من حضور إيران المؤثر». وبث الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الإيرانية (أ ف ب) أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والإبراهيمي «أجريا محادثة هاتفية تناولت آخر المستجدات في خصوص المؤتمر» المقرر افتتاحه في 22 كانون الثاني (يناير) في مونترو قبل انتقاله في اليوم التالي إلى جنيف. وأردف: «أن ظريف شدد على حل سلمي» يتضمن مفاوضات بين الأطراف السوريين. ونقل معارض عن السفير فورد قوله لأحد المعارضين: «سيحضر عشرة مسؤولين من كل الدول الكبرى، ويمكن أن يكون هناك عشرة إيرانيين في جنيف خلال المفاوضات» بين الحكومة والمعارضة. وقالت مصادر أخرى: «إن جزءاً كبيراً من المفاوضات سيكون ليس بين وفدي الحكومة والمعارضة في جنيف، بل بين القوى الدولية والإقليمية لتمارس نفوذها على الطرفين السوريين». وأبلغ فورد من التقاهم في جنيف بأن واشنطن تريد حضور ممثلي ل «الجبهة الإسلامية» في المؤتمر، لأن لهم نفوذاً مؤثراً في نجاح العملية التفاوضية وتنفيذ ما يتفق عليه، مع استمرار رفض واشنطن ودول غربية مشاركة «الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم في وفد مستقل. وقالت المصادر: «إن الجانب الأميركي يضغط على «الاتحاد الديموقراطي» للمشاركة تحت مظلة الائتلاف». وكرر بوغدانوف في لقاءاته في جنيف في اليومين الماضيين قوله: «إن المؤتمر سيطلق قطار التسوية، ومن لن يكون موجوداً في محطة الانطلاق فقد يكون حاضراً في المحطة الثانية أو الثالثة، لأن المفاوضات ستكون عملية شاقة وطويلة». وأشار إلى أن «اتفاقاً» بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف قضى بأن «تتكفل موسكو بوفد الحكومة وواشنطن بوفد المعارضة». إلى ذلك، أشارت المصادر إلى أن «الخلافات لا تزال عميقة» بين وفدي «مجلس شعب غرب كردستان» الذي يشكل «الاتحاد الديموقراطي» الطرف الرئيس فيه من جهة و «المجلس الوطني الكردي» المنضوي تحت لواء «الائتلاف» من جهة أخرى في أربيل في شمال العراق. وقالت: «إن اتفاقاً أولياً جرى على «بعض إجراءات بناء الثقة مثل فتح المعبر بين كردستان العراق وشمال شرقي سورية وإطلاق معتقلين ووقف الحملات الإعلامية، لكن الخلاف لا يزال قائماً على تشكيل الوفد إلى المؤتمر الدولي والموقف من الإدارة الذاتية التي أعلنها الاتحاد الديموقراطي». وتابعت: «أن دولاً عدة نصحت «الاتحاد الديموقراطي» بضرورة «التفاهم» مع رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني». إلى ذلك، أفاد مصدر معارض بأن الخارجية الإسبانية والاتحاد الأوروبي سيدعوان خلال يومين إلى مؤتمر واسع للمعارضة في قرطبة الإسبانية بمشاركة حوالى 150 معارضاً يمثلون الكتائب المسلحة بما فيها الإسلامية والحراك الشعبي وعشر شخصيات من كل من «الائتلاف» و «المجلس الوطني» ورجال الأعمال وممثلين عن الرئيس السابق ل «الائتلاف» معاذ الخطيب. وأوضح المعارض أن «شرط حضور كل طرف هو قبول الحل السياسي»، لافتاً إلى أن هذا اللقاء سيكون في سياق الإعداد ل «جنيف - 2»، علماً أن «الائتلاف» سيعقد اجتماع هيئته العامة في 7 الشهر المقبل لانتخاب هيئة رئاسية جديدة، أو التمديد لها إلى ما بعد استحقاق المؤتمر الدولي.