رشحت مجلة «فوربس الشرق الأوسط»، فتاتين سعوديتين حصلتا على تمويل من صندوق «الأمير سلطان لتنمية المرأة»، ضمن رواد الأعمال الأكثر إبداعاً في المملكة. فيما اعتبرت مستفيدات جُدد من الصندوق، تمويلهن «فرصة» لاستكمال عملهن التجاري، بعد حصول بعضهن على شهادات عالمية، في المجال الذي يعملن فيه. واتجهت بعضهن لاستئجار معامل ومقار لمنشآتهن في حاضنات أعمال الصندوق، التي ستطلق عملها مع بداية العام الجديد. واختارت مجلة «فوربس» كلاً من نورة المقيطيب، عن مشروعها «مطعم نسائي»، وسارة العتيبي عن مشروعها «كوب كيك»، بعد أن تم تسليط الضوء على «إنجازات الرياديين المبدعين في السعودية، وتأثيرهم على الاقتصاد والمجتمع الذي يؤلفون جزءاً مهماً منه». وأجرى فريق «فوربس - الشرق الأوسط» من أجل التوصل إلى هذه القائمة، بحثاً وتحليلاً معمقاً، استناداً إلى المعلومات التي جمعها من رواد الأعمال وشركاتهم، إلى جانب مراجعة وتقييم المشاريع المشاركة مع لجان خاصة من شباب الأعمال في المنطقة الشرقية. وقالت الفائزتان المقيطيب والعتيبي: «إن الفوز يأتي نتيجة الدعم والتحفيز من قبل صندوق تنمية المرأة، وما يقدمه من دور ريادي وتنموي في تطوير المشاريع التي مولها». فيما أكد الأمين العام للصندوق حسن الجاسر، أن «اختيار كل من سارة العتيبي، ونورة المقيطيب، ضمن الرواد الأكثر إبداعاً في المملكة، انعكاس لما يقدمه الصندوق في تطوير المشاريع التي يمولها. بدورها، اعتبرت نائبة الأمين العام هناء الزهير، اختيار مشروعين من مشاريع الصندوق ضمن المشاريع الأكثر إبداعاً، «ترجمة واقعية للأهداف التي نسعى إليها، لتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتمكين المرأة السعودية من العمل والإبداع، والسعي وراء تطوير الأعمال الحرة، إضافة إلى أن الارتقاء في بيئة العمل يحقق معدلات نمو متسارعة للعمل التجاري، ويضفي أداءً فعالاً على العمل للوصول إلى الإبداع». إلى ذلك، عبرت مستفيدات من برنامج «انطلاقتي» عن أهمية تحويل مشاريعهن المنزلية إلى «مؤسسات رسمية». وذكرت المستفيدة رؤى صابر، التي تعتزم إنشاء معمل شوكولاتة، وتعمل من المنزل، «تمكنت من استقطاب شريحة واسعة من الناس». وتختلف رؤى عن غيرها من الفتيات اللاتي تستهويهن صنع الشوكولاتة، فهي حاصلة على لقب «صانعة شوكولاتة محترفة»، من إحدى المدارس الفرنسية. وتمكنت من التعلم والتدريب على فن الشوكولاتة، إلى أن حصلت على الشهادة مع «مرتبة الشرف»، بعد اجتيازها الاختبار النهائي. وعن أسباب نجاحها، قالت صابر: «في الاختبار النهائي في المدرسة، التحقت في دورات تدريبية، بعنوان «المواصفات الدولية لمعايير جودة الشوكولاتة». واجتزت خلال الفصل التدريبي اختبارات عدة. وقدمت في الاختبار النهائي نكهات مختلفة عن الطلاب الآخرين. وأكثر نكهة نالت إعجاب الأساتذة هي نكهة الشوكولاتة بالهيل الأخضر، والهيل بنكهة العنبر. وهي نكهات عربية مميزة عن غيرها. ما منحني الشهادة مع مرتبة الشرف». وأضافت رؤى: «إن الكميات التي أنتجها حالياً لا تتوافق مع الطلب، لعدم توافر آلات ومعدات، فحصلت على التمويل، لإنشاء معمل داخل حاضنات الأعمال لصندوق «الأمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية المرأة». كما أتطلع إلى توظيف فتيات سعوديات في المعمل، الذي أتوقع إنشاءه خلال عام». بدورها، قالت المستفيدة أسيل الهلال: «مشروعي خط أزياء سعودي، بمعايير عالمية في مستوى التصميم والتنفيذ»، لافتة إلى أن بداياتها كانت «شغف في كل ما يتعلق في الفن والتصميم. فأنا أحب الأقمشة والألوان، وتستهويني فكرة جمعهم لخلق قطعة جميلة. وأعتقد أنها موهبة، لكن كجوهرة خام تحتاج إلى صقل بالدراسة والخبرة، كما فعلت». وبدأ خط الأزياء الخاص بأسيل، «عندما كان يصعب عليّ الحصول على ما يناسب ذوقي في محال الملابس الجاهزة، ما اضطرني لتصميم قطع خاصة بي. وتوجهت لدراسة التصميم بعد استحسان الجميع. كي يكون لدي الأساسات المنطقية لبداية خط الأزياء. واتجهت لإطلاق دار أزياء بصورة رسمية، بعد أن حصلت على شهادة دولية». وأشارت مستفيدات أخريات تم تمويلهن أخيراً، إلى أن الأفكار منوعة، وتقوم على التجديد والتغيير. وتنوي إحدى المستفيدات، التي تم تمويلها إنشاء معمل مخللات. وتطمح لزيادة خط الإنتاج، من خلال حاضنات الأعمال. وقالت: «المرأة أكثر قدرة على العمل في مجالات الأغذية من الرجل، فهذه ليست منافسة، وإنما تحسين نوعية الإنتاج». فيما قالت المدير التنفيذي للصندوق أفنان البابطين: «إن برنامج «نمو» الذي أطلقه الصندوق أخيراً، أثر بصورة كبيرة على مشاريع تجارية»، مضيفة أن «الصندوق احتوى مجموعة مشاريع قائمة، وعمل على تطويرها. ومنح البرنامج فرصة لزيادة الفكر الإبداعي في أي مشروع قائم، ويحتاج إلى تطوير».