في إطار فعاليات الاحتفاء بيوم اللغة العربية العالمي شهدت جامعة الملك فيصل بالشراكة مع «أدبي الأحساء» ومركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية أخيراً ندوة بعنوان: «اللغة والحضارة الإسلامية» أشرف عليها عميد كلية الآداب الدكتور علي بن حسين البسام، وقدم لها الدكتور عبدالعزيز الخثلان، وأدارها الدكتور ظافر الشهري، وعبّر الدكتور البسام في كلمته التي افتتح بها الاحتفالية عن سعادته باحتضان كلية الآداب للاحتفال باللغة العربية الفصحى عبر فعاليات متعددة تؤكد حرص الكلية على الاهتمام بلغة القرآن الكريم. وأضاف البسام: «كانت اللغة العربية دائماً مظهراً من مظاهر الإسلام، وعنصراً من مكونات الهوية الإسلامية، وقد حفظها لنا القرآن الكريم لأنها الهوية التي تعرف بها أمتنا، وهي عنوان حضارتنا إذا أردنا أن نعيد أمجادنا». وثمن الدكتور ظافر الشهري تكريم لغة أعزها الله – جلت قدرته – بقرآنه، كما أشاد بالتعاون المثمر بين «أدبي الأحساء» وكلية الآداب. وبدأ الدكتور عبدالعزيز الخثلان الندوة مبرزاً أهمية اللغة العربية حيث ربطها بالعلوم الإسلامية وأكد أن أبرز أدوار اللغة في المجتمع كونها وسيلة التواصل الأبرز والأهم، وما وسائل التواصل الأخرى في المجتمع إلا فروع عنها، ودلالات عليها. وأضاف أن اللغة تلعب دوراً محورياً في الفكر الإنساني؛ لما لها من أثر في عملية التفكير. وتعددت مداخلات الحضور، فأشار الدكتور عمر شيخ الشباب إلى ضرورة انتشار اللغة العربية من دون الدوران حول القديم فقط، وتساءل الدكتور شهير دكروري عن السبب في عدم وصول العربية إلى مكانة الإنكليزية في عالم اليوم، والدكتور عبدالقادر بن حسون عن مدى ملازمة اللغة للتفكير، والدكتور خليفة الميساوي عن علاقة اللغة العربية بالعلوم الإنسانية، والدكتور محمد كمال الشيخ عن علاقة اللغة العربية بالعلوم الطبيعية. من جانب آخر، شهد «أدبي الأحساء» ندوة بعنوان: «لغتي هويتي» حضرها عدد كبير من منسوبات جامعة الملك فيصل وكلية التربية والمهتمين باللغة والأدب. وأدارت الندوة عضوة مجلس إدارة النادي ليلى العصفور، مشيرة إلى أهمية اللغة العربية وجمالها، بعدها قدمت سيرة ذاتية مختصرة للمشاركتين في الندوة وهما: الدكتورة إلهام الغنام والدكتورة أحلام الوصيفر. المشاركة الأولى كانت للدكتورة إلهام الغنام وسردت خلالها جانباً من تاريخ العربية وعصور ازدهارها، لافتة إلى أن العصر العباسي الأول شهد ازدهاراً للأدب واللغة وسُمي بالعصر الذهبي ونمت فيه حركة الترجمة (اليونانية والفارسية) ومن ثم التأليف والابتكار، وعلى رغم انقسام الدولة في ذلك العصر إلى دويلات إلا أن اللغة بقيت رائدة في مجالات العلوم والفنون. فيما بدأت الوصيفر بأبيات شعرية تؤكد مكانة العربية، ورأت أنه من الأهمية تخصيص يوم للغة العربية التي هي لغة عظيمة صانها القرآن من الضياع.