في اختتام مؤتمره ال 16، أوصى اتحاد الآثاريين العرب بتشكيل لجنة لدراسة الثغرات في قوانين الآثار في بلدان العالم العربي وتعديلها بما يكفل حماية الآثار في ظل الظروف المضطربة أمنياً في الوقت الراهن في عدد من تلك البلدان، وإرسال وفد من الاتحاد للوقوف على حال الآثار في مصر وسورية واليمن وليبيا وحصر المواقع والمتاحف التي تعرضت للنهب. كما طالب الاتحاد دار الإفتاء في مصر بمجابهة دعاوى التطرف التي تُبيح التعدي على الآثار وسرقتها ووقف الاعتداءات على التراث السوري وإصدار وثيقة تأمين شاملة للآثاريين في المواقع المهددة بالخطر خصوصاً مخازن الآثار والمتاحف والمواقع المكشوفة. وطالب الآثاريون بإنشاء صندوق لدعم الآثار العربية وحمايتها وترميمها تحت مظلة الجامعة العربية أو تخصيص جزء من الصناديق الخاصة في جامعة الدول العربية لدعم الآثار وتنظيم معارض متنقلة للآثار حول مختلف أنحاء العالم. وشملت التوصيات إعداد كتالوغ للآثار في العالم العربي وقاعدة بيانات للأبحاث الخاصة بالآثار والتراث في الدول العربية كافة. وتعهد الاتحاد توسيع نشاطه في توثيق المعالم الأثرية وتنظيم ورش عمل لمناقشة قضية المصطلح الأثري وتحويل مجلة الاتحاد إلى مجلة ذات تحكيم دولي وفق المعايير العالمية للنشر وتكثيف التعاون المشترك مع الاتحادات المهتمة بالتراث. وشهد المؤتمر تكريم الآثاريين ياسر إسماعيل، أبو الحسن محمود بكري من مصر، ومحمد بن عائل الذيبي من السعودية. ونال جائزة الاتحاد للجدارة العلمية الدكتور محمد العلامي من جامعة الخليل - فلسطين، ومُنحت الدكتورة شافية بدير من جامعة عين شمس جائزة الاتحاد التقديرية، ومُنح الدكتور زاهي حواس، من مصر، درع الاتحاد. وقدم الاتحاد تكريماً خاصاً لسامح أحمد عبدالحفيظ، الإداري في متحف ملوي والذي قُتل أثناء نهب المتحف، بمنحه جائزة الدكتورة تحفة حندوسة لرعاية الآثاريين. وفي كلمته طالب الدكتور محمد الكحلاوي، أمين عام الاتحاد، الحكومات العربية بتبني توصيات أصدرها المؤتمر منذ عام 1997، وأكد أن «الاتحاد مهمته علمية بحتة وننتظر من السياسيين تطبيق التوصيات». وأشار إلى أربعة عناصر تهدد التراث في البلدان العربية، وهي الصراعات الداخلية، والحفر لنهب الآثار، ودعاوى التطرف والاعتداءات على القدس الشريف. وأشار ممثل الوفود العربية الدكتور غيلام محمود إلى ضرورة وضع حد لتدمير الآثار والمواقع الأثرية في مختلف بلدان العالم العربي، خصوصاً في سورية واليمن. بينما أشار الدكتور إيهاب القاضي، نائب مدير المجلس العربي للدراسات إلى أن المؤتمر يُعد بمثابة تجديد لذاكرة التاريخ وكشف لأسراره، وأكد أن المجلس احتضن اتحاد الآثاريين العرب منذ نشأته. شارك في المؤتمر باحثون وآثاريون من مصر، سورية، ليبيا، الجزائر، فلسطين، السودان، السعودية، الكويت، اليمن... وتضمنت الجلسة الافتتاحية محاضرات عامة منها «مساجد فلسطين تحت الاحتلال» للدكتور فرج الله يوسف من مصر، «الرسومات البونية في بلاد المغرب القديم» للدكتور محمد عبدالمؤمن من الجزائر، «الموانئ على ساحل قورينائية في العصر الكلاسيكي»، للدكتور مفتاح عثمان عبدربه من ليبيا، «نظم المعلومات الأثرية واستخدام التقنيات الحديثة»، للدكتورة مها محمود من مصر، «أدوات الصيد البحري في عصور ما قبل التاريخ» للدكتور سلطان الدويش من الكويت، «نتائج حفائر البعثة المصرية البولندية المشتركة في منطقة آثار هوارة في الفيوم»، للدكتور رضا عبدالحليم من مصر، «الدلائل الأثرية للحدود الجنوبية لمملكة نوباتيا»، للدكتور محمد أحمد عبدالمجيد من السودان، «التوعية الأثرية ودور المواطن المصري في الحفاظ على آثار مصر القديمة»، للدكتورة أميمة الشال من مصر. وقدم رئيس اتحاد الآثاريين رؤية جديدة عن أصل تسمية سيناء تخالف ما ذكر من أن أصل التسمية مأخوذة من المعبود سين معبود القمر. وأكد أن «سينين» المذكورة في القرآن الكريم مقصود بها جبال سيناء التي تشبه السن فهي لمن يشاهدها عبارة عن قمم جبلية مدببة. وأكد أن سيناء كُرمت في القرآن الكريم وأقسم بها سبحانه وتعالى في سورة التين. كما ذكر أن قدماء المصريين أطلقوا على سيناء اسم «ختيو» وتعني الهضاب والقمم العالية، وهو ما يتوافق مع تسميتها في القرآن. ووفق المستشار الإعلامي للاتحاد الدكتور عبدالرحيم ريحان فقد أعلن الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري، نائب رئيس الاتحاد عن جائزة سنوية قدرها عشرة آلاف ريال سعودي تُقدم لخمسة باحثين سنوياً عن الدراسات التي تتناول «علاقات الدول العربية بالجزيرة العربية»، أيضاً كرّم المؤتمر الدكتور محمد الكحلاوي، أمين الاتحاد العام للآثاريين العرب لبلوغه سن الستين كما رُشح من جامعة سوهاج لجائزة الدولة التقديرية في مصر لكونه من الشخصيات العلمية البارزة في مجال علوم الآثار وممن ساهموا بدراساتهم وبحوثهم في دعم مستوى الدراسات الأثرية. وناقش المشاركون 122 بحثاً على مدار ثلاثة أيام خلال 9 جلسات، فتناولت فريدة عمروس من الجزائر «العمارة الجنائزية في الجزائر في الفترة الرومانية»، واستعرض غيلان حمود غيلان من اليمن «زخارف منبر الجامع الكبير في مدينة أب»، وقدمت وفاء عماد عبدالفتاح من مصر بحثاً عنوانه «اكتشاف حديث لقوارير قبرصية في مصر»، وتناول محمد بن حمد خليص الحربي، من السعودية «عيون المياه في وادي القرى - تاريخ وتقنية وأعراف».