أوصى المشاركون في المؤتمر ال16 للاتحاد العام للآثاريين العرب بتشكيل لجنة خبراء من الاتحاد لدرس الثغرات في قوانين الآثار ببلدان الوطن العربي، والمطالبة بتعديلها بما يكفل حماية الآثار في الظروف التي تشهدها الأمة العربية، وإرسال وفد للوقوف على حال الآثار في مصر وسورية واليمن وليبيا وحصْر المواقع والمتاحف التي تعرضت للنهب في ظل الانفلات الأمني ووضع التصور لحمايتها وترميمها، ومطالبة وزراء الداخلية العرب بتشديد الرقابة على الآثار والمتاحف. وأوصى أيضاً بمطالبة دار الإفتاء بمصر بمجابهة دعاوى التطرف التي تبيح التعدي على الآثار وسرقتها، ووقف الاعتداءات على التراث السوري، وإصدار وثيقة تأمين شاملة للآثاريين في المواقع المهددة بالخطر، خصوصاً مخازن الآثار والمتاحف والمواقع المكشوفة. وأوضح مقرر إعلام الاتحاد العام للآثاريين العرب الدكتور عبدالرحيم ريحان أن التوصيات تضمنت تعهد الاتحاد بوضع الأعداد الخاصة من كتاب مؤتمر الاتحاد الثانوي، الذي يتضمن الأبحاث منذ عام 1998 حتى 2005 على موقع الاتحاد وتوسيع نشاط الاتحاد في توثيق المعالم الأثرية بالوطن العربي، وعمل ورش عمل لمناقشة قضية المصطلح الأثري، وتحويل مجلة الاتحاد إلى مجلة ذات تحكيم دولي وفق المعايير العالمية للنشر. وكذلك إنشاء صندوق لدعم الآثار العربية وحمايتها وترميمها تحت مظلة الجامعة العربية أو تخصيص جزء من الصناديق الخاصة بجامعة الدول العربية لدعم الآثار وعمل معارض متنقلة للآثار بين بلدان الوطن العربي على غرار المعارض بين الدول العربية منفردة وأوروبا وأميركا. وأعرب الاتحاد عن أمله بانعقاد المؤتمر القادم في المملكة العربية السعودية، وكذلك إعداد كتالوج للآثار ببلدان الوطن العربي وقاعدة بيانات للأبحاث الخاصة بالآثار والتراث في كل الدول العربية وتوسيع صلاحيات المنسقين للاتحاد في الوطن العربي، لتوسيع نشاط الاتحاد في توثيق معالم الآثار في الوطن العربي. وكانت مدينة شرم الشيخ شهدت انعقاد فعاليات المؤتمر ال16 للاتحاد العام للآثاريين العرب برئاسة الدكتور علي رضوان خلال الأيام الماضية بمشاركة باحثين وآثاريين من مصر وسورية وليبيا والجزائر وفلسطين والسودان والسعودية والكويت واليمن، ناقشوا 122 بحثاً. وتضمنت كلمات الوفود العربية كلمة للدكتور طلال الشعبان من السعودية طالب فيها أعضاء الاتحاد بزيارة المملكة والتعرف على آثارها المهمة، وكذلك اشتراك عدد كبير من الباحثين السعوديين في مؤتمر الاتحاد السنوي لعرض آثار منطقة الخليج والدراسات الخاصة بالهيئة العامة للسياحة والآثار بالسعودية، كما دعا الاتحاد لزيارة جامعات السعودية. وأكد الدكتور فيصل الحفيان ممثل المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (إليكسو) ضرورة الاهتمام بالمخطوطات باعتبار المخطوط العربي أثراً ويرفض تجزئة التراث إلى تراث مادي وثقافي ومخطوطات ويطالب بالنظرة الشمولية للآثار. وشهدت فعاليات المؤتمر تكريم الآثاريين العرب، إذ مُنح شباب الآثاريين العرب جائزة الاتحاد العام، وهى تُمنح للذين قدموا وشاركوا في أعمال جادة ومبتكرة في مجال علوم الآثار والترميم والمتاحف وهم محمد بن عائل الذيبى بكلية السياحة والآثار جامعة الملك سعود من المملكة العربية السعودية، وياسر إسماعيل محمود بكرى من مصر، ومُنح جائزة الاتحاد للجدارة العلمية محمد العلامى من جامعة الخليل في فلسطين، ومُنحت شافية بدير من جامعة عين شمس جائزة الاتحاد التقديرية، ومُنح زاهي حواس درع الاتحاد تكريما لجهده، وقدم الاتحاد تكريماً خاص لسامح أحمد عبدالحفيظ الإداري بمتحف ملوى والذي قُتل أثناء نهب المتحف ومنحه جائزة الدكتورة تحفة حندوسة لرعاية الآثاريين. من جانبه، أعلن نائب رئيس الاتحاد الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري جائزة سنوية قدرها 10 آلاف ريال سعودي للأبحاث التي تتناول علاقات الدول العربية بالجزيرة العربية، وتقدم لخمسة باحثين سنوياً.