على هامش «فوديكس» معرض المأكولات الدولي الثاني المقام في جدة، الذي يشارك فيه نخبة من الطهاة المحترفين والهاوين لاكتساب الخبرات من البعض، التقت «الحياة» «متذوق الأطعمة» الشاب أحمد مساوى البالغ من العمر 36عاماً، الذي عشق الطبخ كهواية منذ 27 عاماً، وعلى رغم شغفه إلا أنه لم يتخذ من هوايته حرفة لكي يعمل فيها. وعلى غرار الكثير من أبناء جيله اتخذ اتجاهاً مختلفاً تماماً بعد أن عمل في مجال إدارة المبيعات والتسويق والتخطيط الاستراتيجي في أكبر الشركات العالمية ووصل فيها إلى مراكز مرموقة، حتى جاءت لحظة الاكتفاء واتخاذ القرار الجريء المليء بالمخاطر -كما ذكر- بأن يعمل في المجال الذي يحبه، فكانت الخطوة هي مشاركته في أكبر برنامج مسابقات طبخ في العالم بنسخته العربية ووصل فيه إلى مراحل متقدمة، ودخل بعدها في رحلة البحث عن الذات مدة سنة خاض خلالها تجارب عملية في مختلف مجالات الأغذية كالطبخ والخبز والنقد والكتابة عن الطعام والمطاعم، ولاحظ أحمد بأن أغلب حسابات التواصل الاجتماعي تنشر وصفات، وقرر بأن يقدم محتوى مختلفاً عن غيره، فقدم مشاركات متمثلة في أطباق جديدة يطبخها بنفسه ويطرح صورها ويكتب عن تاريخ الطبق وتطوراته واختلافاته مع المجتمعات الأخرى، ولاقت مواضيعه استحساناً وتشجيعاً كبيراً من الجمهور. وعمل أحمد على طرح مواضيع تقويم لمطاعم جدة ومصر من طريق حسابات مختلفة، ولاقى أسلوبه الذي يرتكز على العلم والخبرة إعجاب المتابعين، وفي الوقت نفسه كان يرى أن مجال تقويم المطاعم تنقصه الأسس والقواعد التي تحكمه، فقام بالبحث عن جهة تقدم المحتوى العلمي الذي يمكن الرجوع إليه، لكنه فوجئ بأن هذا المجال لم يتم التطرق إليه علمياً كمجال مستقل بذاته، وقرر بأن يستغل العلم والخبرة والبحث في مجال التذوق والطعام وبأن يُصدر أول محتوى مختص بالتذوق والتقويم يرتكز على أسس علمية واجتماعية، فأنشأ منظمة «استذواق»، التي تتمثل أهدافها في الارتقاء بمستوى جودة التذوق والطعام، وذلك من خلال نشر الوعي وثقافة جودة الذوق والطعام من خلال وسائل الإعلام بأشكالها كافة، لرفع مستوى «الاستذواق» للطعام الذي يتم تقديمه من خلال أي منشأة تعنى بإنتاج الطعام، وستكون الوسيلة العلمية الأولى هي الكتاب المختص في هذا المجال، وسيتم إصداره خلال عام 2015. يترأس أحمد المنظمة بحكم أنه أول كاتب صحافي مختص في مجال تاريخ وعلم الطعام في العالم العربي، وهو أول عضو في الشرق الأوسط في جمعية صحافيي الغذاء الأميركية، إضافة إلى عضويته في «حلقة طاولة الطهاة السعوديين» و «جمعية الطهاة المصريين»، ومعه فريق من عشاق التذوق يشاركونه الشغف نفسه، يذكر أن مصطلح «استذواق» هو تعريب للمصطلح الإغريقي الأصل، الذي يعني (علم الطعام)، وهو مصطلح ابتكره وعربه السيد أحمد تمهيداً لطرحه من خلال كتابه الأول.