جدد الرئيس محمود عباس تأكيده ضرورة التزام إسرائيل وقف الاستيطان قبل استئناف المفاوضات، وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس عقب لقائه الرئيس حسني مبارك ان العائق الأساسي أمام استئناف المفاوضات هو تهرب إسرائيل من الاستحقاقات الواردة في خطة «خريطة الطريق»، خصوصاً في البند الأول المطالب بوقف الاستيطان في شكل كامل. وأوضح عباس: «ما حصل معنا في الأيام الماضية أن المبعوث الأميركي للسلام السيناتور جورج ميتشل قام بأكثر من جولة في الشرق الأوسط، وزارنا أكثر من مرة، كما زار مصر وعدداً من الدول العربية، وخلاصة ما وصل إليه هو أنه كان يبحث عن اتفاق من أجل الوقف الكامل للاستيطان بحسب خريطة الطريق، لكنه في النهاية لم يتمكن من الوصول الى هذا الاتفاق». وعزا عدم التوصل الى اتفاق يتعلق بوقف الاستيطان خلال جولة ميتشل إلى «تمسك الطرف الإسرائيلي بأمور لا يحتملها لا الطرف الفلسطيني ولا الاميركي، وأبرزها استثناء القدس والمباني قيد الإنشاء والمباني الحكومية وغيرها من وقف الاستيطان»، مشدداً على أن الحديث عن وقف الاستيطان مدة تسعة أشهر يبقى أمراً شكلياً ونظرياً لأنه لا يكون على أرض الواقع وقفاً حقيقياً للاستيطان. وأضاف: «في ضوء جولة ميتشل، بإمكاننا القول إن الاتفاق في شأن الاستيطان لم يحصل، وهذا يتطلب جهوداً أخرى في المستقبل، وما دام لم يحدث هذا فاستئناف المفاوضات الذي كان من الممكن أن يعلن في واشنطن لن يتم نظراً الى عدم وجود اتفاق على وقف الاستيطان». وأكد عباس أن الأساس هو ما ورد في «خريطة الطريق» في البنود الأول والثاني والثالث، موضحاً: «حتى أنهم حاولوا أن يغيروه (في إسرائيل)، فلم يستطيعوا، وبالتالي نؤكد انه لا يوجد اتفاق على الاستيطان، ولا يوجد حديث عن استئناف المفاوضات بعد جولة ميتشل الأخيرة»، متوقعاً أن يستأنف ميتشل عقب اجتماعات الأممالمتحدة مساعيه للتوصل الى اتفاق يتعلق بالاستيطان بما يعطي دفعة لعملية السلام. ورداً على سؤال عن المطلوب عمله أميركياً في ظل التعنت الإسرائيلي، أجاب: «المطلوب من الجانب الأميركي الاستمرار في التزام البند الأول في خريطة الطريق الواضح، والذي يقول: لا بد من وقف الاستيطان في شكل كامل بما فيه النمو الطبيعي، والحكومة الإسرائيلية لا تريد هذا، وبالتالي لا يمكن أن تكون هناك أرضية مشتركة بين إسرائيل وبيننا». وعن الموقف العربي المتعلق بوضع عملية السلام، قال عباس: «نتشاور، وزيارتنا ولقاؤنا اليوم مع الرئيس مبارك من أجل التشاور، وذاهبون أيضاً للأردن للتشاور، وأجرينا عدداً من الاتصالات الهاتفية مع أشقائنا العرب من أجل التشاور». وأشار إلى أن «اجتماعاً سيعقد في 21 الشهر الجاري للجنة المتابعة العربية في نيويورك لاستخلاص النتيجة التي سنتوجه بها جميعاً إلى الأممالمتحدة وللرئيس باراك أوباما». وسألته «الحياة» عن إمكان ربط موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية بوضع عملية السلام، وان كان تأجيل الانتخابات مرتبطاً فقط بإنجاز اتفاق مصالحة مع «حماس»، فأجاب: «في ما يتعلق بالمفاوضات والانتخابات، فالموضوعان مختلفان ولا توجد علاقة بين المفاوضات والانتخابات، فالانتخابات قضية فلسطينية داخلية بحثناها مع الأخوة في مصر، وتلقينا رسالة تتضمن الرؤية المصرية للمصالحة وأجبنا عليها». وأضاف: «ندعو الى انتخابات رئاسية وتشريعية تحت إشراف عربي وإسلامي ودولي في أي وقت في النصف الأول من العام المقبل، وعقد الانتخابات غير مرتبط بالمصالحة». وعن توقعاته في خصوص طبيعة التحرك الأميركي المستقبلي في المنطقة، قال: «أتوقع أن يبذل ميتشل جهوداً أخرى مع إسرائيل، ونحن بدورنا نقوم بكل ما لدينا من واجبات، والتركيز يجب أن يكون على الطرف الإسرائيلي».