كشف الخبير الجيولوجي الدكتور عبدالله المسند، أن الأرض مريضة بسبب فساد أفعال البشر من وضع ملوثات وغازات دفينة تسبب الاحتباس الحراري، وبدأ المرض يستشري بكوكبنا في شكل واضح خلال ال50 عاماً الماضية بسبب زيادة احتراق الوقود الأحفوري وقطع وإحراق الغابات وسوء إدارة النفايات، ما أدى إلى خروج الأرض عن درجة حرارتها المألوفة (14 درجة مئوية) لتصل إلى 14.7 درجة من دون تدخل الشمس في الارتفاع. وأضاف في محاضرته بعنوان: «تقلبات الطقس والاحتباس الحراري» التي أدارها الدكتور يحيى أبو الخير في ندوة آل مبارك الثقافية ليل أول من أمس: «يلحظ سكان المملكة زيادة الأتربة والغبار طوال ثلث العام الناتجة من الاحتباس الحراري، ولو ارتفعت الحرارة 1.6 زيادة عن حدها المألوف بحسب المتوقع نهاية القرن الحالي سيرتفع البحر سبعة أمتار ويُغرق مدناً عدة حول العالم منها الإسكندرية وإسبانيا وهولندا ودبي وغيرها، مسبباً وفيات وكوارث بشرية». وأشار إلى أنه منذ العام 1970 حتى العام 2000 كان معدل وجود ثاني أوكسيد الكربون 280 جزءاً من المليون، ومع الزيادة في وسائل النقل وبتر المساحات الخضراء التي تعد بالوعة ثاني أوكسيد الكربون ارتفع حالياً ليصل 370 جزءاً من المليون. وبين أنه يصل 400 جزء من المليون نهاية القرن الحالي، مسبباً كوارث كونية جوية وبحرية ونباتية وحيوانية وصحية، لافتاً إلى أن 4 آلاف محطة مناخية في العالم تؤكد الارتفاع المزعج في الاحتباس الحراري، كما يمكن الاستدلال على الاحتباس عن طريق فحص جذوع الأشجار وقياسات جليدية وغابات متحجرة في باطن الأرض. وذكر أن جبل كلمنجارو في أفريقيا المرتفع 5800 متر عن الأرض بدأ يفقد غطاءه الجليدي عن طريق الذوبان وكذلك الحال في جبال هملايا، إضافة إلى أن المناطق القطبية التي مساحتها عشرة أضعاف دولة البحرين بدأ الجليد فيها يتهاوى ويتقلص. وأوضح أن المواطن العادي يمكنه تلمس الاحتباس الحراري، «قبل 20 عاماً كنا نذيب الصقيع بالماء الحار وكانت الظاهرة تحدث 20 مرة في العام، وحالياً بالكاد تحدث مرة كل سبعة أعوام، كما أن المزارعين يدركون أن ثمار الأرض خصوصاً الفواكه والخضراوات بدأ يتأثر سلباً بسبب افتقار الأرض لعناصرها المتوازنة». ولفت إلى أن الإنسان أجبر الأرض على الإدمان على الملوثات، إذ إن مصانع المركبات وحدها تضخ للسوق يومياً 14 ألف مركبة، إضافة إلى الطائرات والقطارات والتعدي على الغابات والاحتطاب الجائر، مشيراً إلى أن الصين والهند ودولاً عدة صناعية في العالم تؤثر في تلوث منطقتنا، لأننا جميعا نعيش على الكوكب ذاته. وأضاف: «أن الإشاعات عن تلاعب دول عظمى في أبحاث المناخ لم تثبت صحتها، كما أن الدول مهما كانت لا تستطيع التحكم بالمناخ، إلا من خلال تدخلات محدودة مثل استمطار أو تفريق السحب على منطقة صغيرة».