توقعت إمارة الفجيرة أن يشهد قطاع البناء والتشييد الخليجي طفرة جديدة مع إعلان حكومات دول المجلس أخيراً إقامة مشاريع بنى تحتية كبرى، مشيرة إلى أن قيمة مشاريع البناء والتشييد المقبلة والمعلنة حتى حزيران (يونيو) الماضي تبلغ نحو 2.8 تريليون دولار، وتراوح مراحل هذه المشاريع ما بين مرحلة الدراسة المبدئية ومرحلة التشغيل. وبحسب تقرير لإمارة الفجيرة أمس، فإنه من المتوقع أن تواصل السعودية ريادة المنطقة في حجم المشاريع المعلنة، إذ تخطت القيمة الإجمالية للمشاريع المخطط لها أو قيد الإنشاء في المملكة حاجز 700 بليون دولار، تمثل 48 في المئة من قيمة العقود الممنوحة بدول مجلس التعاون. وقال إن هذه الطفرة العمرانية المتسارعة سترفع معدلات استهلاك المنتجات المحجرية، مع توقعات بحاجة المملكة إلى ما يزيد على 327 مليون طن من منتجات المحاجر في العام 2014. وأشار إلى أن السعودية قد تحتاج إلى إبرام اتفاقات استيراد للمنتجات المحجرية بغية تلبية الطلب المتزايد في مشاريع البناء والتشييد المحلية، في حين تستحوذ الإمارات حالياً على فائض إنتاج بواقع 106 ملايين طن، مع إمكان زيادة الطاقة الإنتاجية من منتجات المحاجر في الإمارات، ونموها لتلبية استمرار نمو الطلب على المستويين المحلي والإقليمي وخصوصاً التجارة البينية ضمن دول مجلس التعاون. وتُعتبر الإمارات حالياً ثالث أكبر الدول المصدرة لمنتجات المحاجر في العالم، ومن المتوقع أن تزيد إنتاجها بنحو 20 مليون طن سنوياً ما بين عامي 2015 و2019. ولفت إلى أن إمارة الفجيرة تأتي في قلب التوسع في منتجات المحاجر في الإمارات بفضل موقعها الاستراتيجي الذي يؤهلها لتزويد دول مجلس التعاون الخليجي بمنتجات المحاجر، ومن المرجح أن تشهد منتجات المحاجر في الإمارة نمواً على صعيد حجم الإنتاج انسجاماً مع توسع الطلب في المنطقة من نحو 100 مليون طن في العام 2015 إلى نحو 145 طن في العام 2019. وتتصدر قطر والكويت حالياً قائمة الدول المستوردة من منتجات المحاجر والموارد الطبيعية في الفجيرة، وأدت اتفاقات الاستيراد إلى قيام الفجيرة بتطوير البنى التحتية واللوجستية اللازمة لإدارة عمليات واسعة النطاق. يذكر أن دول مجلس التعاون الخليجي تسعى جاهدة إلى تنويع وتعزيز مصادر الدخل، وبذلت جهوداً حثيثة على مدار العقود الماضية في سبيل بناء نموذج ناجح من النمو الاقتصادي القائم على مجموعة متنوعة من القطاعات الجديدة، وبرز قطاع البناء والتشييد الخليجي نتيجة لهذه الجهود المتواصلة، وبات يحتل مكانة عالمية ريادية.