طالبت الأممالمتحدة الاثنين بمبلغ قياسي لمساعدة السوريين الذين يواجهون نزاعاً مدمراً مستمراً منذ نحو ثلاث سنوات، محذرة من أن عدد اللاجئين من سورية قد يتجاوز الأربعة ملايين في نهاية العام 2014. وقال ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس: "نُطلق اليوم خطة الإستجابة الإقليمية السادسة للتصدي للأزمة السورية وهي تغطي خمسة بلدان في المنطقة تستضيف بكرم بالغ نازحين سوريين". ودعا غوتيريس الدول المجاورة لسورية إلى إبقاء حدودها مفتوحة. ووجهت وكالات الأممالمتحدة نداء لتمويل المساعدات التي ستقدم إلى السوريين خلال العام 2014 بقيمة 6.5 بليون دولار أميركي، و"هو مبلغ قياسي لبلد واحد" في تاريخ الأممالمتحدة. واعتبر غوتيريس أن الأزمة السورية هي "التهديد الأكبر للسلام والاستقرار العالميين منذ الحرب العالمية الثانية". وتبلغ قيمة مجمل العمل الإنساني الذي ستقوم به وكالات الاممالمتحدة في العالم السنة المقبلة 12.9 بليون دولار مخصصة ل52 مليون شخص في 17 دولة تعاني من ازمات ونزاعات، أي أن النزاع السوري وحده يستقطب نصف هذا المبلغ. وستشمل المساعدات 16 مليون شخص، بينهم 9.3 مليوناً داخل سورية، ويتوزع الآخرون في مصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا. وتوقعت الأممالمتحدة أن يصل عدد السوريين اللاجئين خارج بلادهم الى نحو 4.10 ملايين لاجئ بحلول نهاية 2014 مقابل 2.4 مليون حالياً. وسيتوزع 660 ألفاً من هؤلاء اللاجئين على مخيمات وسيكون وضعهم الاكثر هشاشة، بينما سيقيم 3.44 ملايين في منازل خاصة، بحسب تقديرات الاممالمتحدة التي اوردتها في تقريرها حول الاستجابة الانسانية مع الازمة السورية. جاء ذلك في وقت أعلن برنامج الاغذية العالمي ان نصف سكان سورية يعانون من انعدام الأمن الغذائي، واصفاً الأزمة السورية بأنها "الأسوأ منذ عقود"، بينما التصعيد العسكري مستمر على الأرض حيث أوقعت غارات جوية للنظام السوري على أحياء في مدينة حلب (شمال) 76 قتيلاً بينهم 28 طفلاً. وأعلن برنامج الغذاء العالمي أن "نحو نصف السكان داخل سورية يعانون من انعدام الامن الغذائي، ونحو 6.3 ملايين في حاجة ملحة الى مساعدة غذائية للبقاء على قيد الحياة". وحددت قمة الغذاء العالمي التي انعقدت في 1996 برعاية منظمة الاغذية العالمية (فاو) "الامن الغذائي" بانه "القدرة الجسدية والاجتماعية والاقتصادية لاي شخص بالحصول في اي وقت على الغذاء الكافي والصحي والمغذي الذي يسمح له بإرضاء حاجاته الغذائية من اجل حياة صحية وفاعلة". ويبلغ عدد سكان سورية 23 مليونا، ونزح نحو ثلاثة ملايين منهم الى الخارج. وقال منسق عمليات برنامج الغذاء العالمي لسورية محمد هادي: "هذه اسوأ ازمة انسانية نراها منذ عقود، فيما كل يوم يحمل مزيداً من السوريين الذين يقتربون من حافة الجوع".