واصل طلاب جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر تظاهراتهم في الجامعات التي تتسم في غالبيتها بالعنف والمواجهة مع قوات الأمن، قبل أيام من بدء امتحانات الفصل الدراسي الأول الذي ستواجه فيه وزارة الداخلية تحدياً أمنياً بعدما ظهر جلياً أن طلاب الجماعة سيسعون إلى تعطيل الامتحانات، وهو ما حدث بالفعل في امتحانات تمهيدية. ويتبع طلاب الجماعة اسلوب التصعيد في جامعات محددة، ثم نقل تظاهراتهم إلى جامعات أخرى في اليوم التالي، في نهج بدا أن هدفه إنهاك قوات الأمن. وتحول محيط جامعة عين شمس بالقرب من وزارة الدفاع أمس إلى ساحة للكر والفر بين الطلاب وقوات الجيش والشرطة، إذ بدأت التظاهرات داخل الجامعة بمسيرات للطلاب هتفوا فيها ضد الجيش والشرطة وطالبوا بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الحكم. وخرج الطلاب إلى شارع «الخليفة المأمون» المُطل على وزارة الدفاع واستخدموا الحواجز الحديدية لشرطة المرور في إغلاق الشارع قبل أن يتقدموا صوب الطوق الأمني لقوات الجيش قبل مقر الوزارة، في محاولة لاختراقه، لكن قوات الجيش والشرطة تصدت للطلاب وفرقتهم بقنابل الغاز المسيل للدموع، قبل أن تدور مواجهات سمّتها «العشوائية» بين الطلاب والأمن. ورشق الطلاب قوات الجيش والشرطة بالحجارة والزجاجات الفارغة، واعتلوا أسوار بنايات قريبة من الوزارة، فطاردتهم هذه القوات حتى ميدان العباسية القريب من مقر الجامعة. وألقت الشرطة القبض على عدد من الطلبة، قبل أن يتمكن زملاؤهم من التجمع مرة أخرى لمواجهة القوات، وظلت الاشتباكات محتدمة بين الطرفين ساعات قبل أن تتمكن القوات من السيطرة على الموقف وفتح الشارع الرئيسي أمام حركة المرور. من جهة أخرى، تجمع عشرات النشطاء قرب دار الأوبرا المصرية في وسط القاهرة لإحياء ذكرى أحداث مجلس الوزراء، التي وقعت في كانون الأول (ديسمبر) من العام 2011 وشهدت مواجهات بين قوات الجيش ومتظاهرين بعد فض اعتصام للنشطاء أمام مقر مجلس الوزراء قتل وأصيب فيها العشرات. وردد المتظاهرون شعارات ضد الجيش والشرطة، ورفعوا صورا لقتلى الأحداث. وفي جامعة المنوفية (في الدلتا)، تظاهر المئات من طلاب جماعة الإخوان للمطالبة بعودة مرسي إلى الحكم، ورددوا هتافات ضد الجيش والشرطة. ودعا «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي في بيان إلى «حشد مهيب» اليوم الثلثاء في كل أرجاء الوطن «ضمن إجراءات التصعيد الثوري في أسبوع الطلاب يشعلون الثورة». من جهة أخرى، أعلنت وزارة الداخلية استهداف مسلحين ضابطاً في مدينة الإسماعيلية. وقالت إن جندياً أصيب في إطلاق نار على سيارة مأمور مركز شرطة مدينة القصاصين في الإسماعيلية. كما أعلنت عن ضبط حاوية مُحملة على باخرة قادمة من تركيا وبداخلها 1500 سلاح ناري تركي الصنع، ومليون طلقة رصاص من أعيرة مختلفة.