أوعز وزير الداخلية الإسرائيلي غلعاد آردن إلى موظفي وزارته بدرس إمكان توسيع صلاحياته لتشمل إجراءات عقابية جديدة ضد المقدسيين. وأفادت الإذاعة الإسرائيلية بأن آردان يحاول تجريد المقدسيين الذين يشاركون في الاحتجاجات أو عمليات المقاومة، من مكانة «المقيم الدائم» وحقوقهم الاجتماعية من خلال سحب بطاقات هويتهم، وبالتالي طردهم من القدس. في السياق نفسه، دعا وزير الدفاع السابق، النائب عن حزب «الحركة» شاؤول موفاز إلى تأسيس بنية تحتية استخباراتية في القدس على غرار تلك الموجودة في الضفة الغربية وقطاع غزة لتحديد هويات من وصفهم ب «الإرهابيين» ومن يقف خلفهم ويدعمهم لتنفيذ العمليات. وطالب في مقالة له نشرها موقع «إن آر جي» العبري التابع لصحيفة «معاريف»، باتخاذ تدابير أكثر حماية على واقع الأرض، واتخاذ عقوبات قاسية ورادعة ضد كل من يقوم بالهجمات أو يعد او يخطط لها. ديسكين يهاجم نتانياهو في المقابل، دحض الرئيس السابق لجهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي «شاباك» يوفال ديسكين مزاعم قادة اليمين الإسرائيلي المنادين بتشديد الإجراءات الأمنية ضد الفلسطينيين لوقف انتفاضة الأقصى، محذراً من أن استخدام مزيد من القوة سيفضي إلى نتائج عكسية. وقال في مقال نشره موقع صحيفة «يديعوت أحرنوت» مساء أمس: «بصفتي الشخص الذي وقف في مواجهة الانتفاضة الأولى وانتفاضة الأقصى، ومن قادة عمليات خاصة، وشارك في حروب، أقول إن منطق اليمين القائل بالمزيد من القوة في مواجهة المقاومة الفلسطينية ليس له أساس من الصحة». وشدد على أن اندلاع انتفاضة القدس يدلل على أن اليمين بزعامة بنيامين نتانياهو يقود نحو تشكل دولة ثنائية القومية، إلى جانب مواجهات تتعاظم حدتها مع مرور الوقت. وحذر ديسكين من أن تطرف اليمين الفوضوي وقلة خبرة قيادته في قضايا الأمن وعدم إلمامها بسبل التعاطي الأنجع مع الأمور في الشرق الأوسط، سيفضي إلى دفع إسرائيل إلى واقع بالغ السوء يصعب التخلص منه. واستهجن من أولئك الذين لا يتوقعون اندلاع انتفاضة القدس في الوقت الذي يعاني فيه المقدسيون من عسف وتضييق وتمييز، مشيراً إلى أزمة السكن الخانقة، إلى جانب تجاهل البلدية المطلق لمشاكلهم. وهاجم نتانياهو وقادة أحزاب اليمين بسبب تحميلهم الرئيس محمود عباس (ابو مازن) المسؤولية عن موجة العمليات، قائلاً: «كل قادة الأجهزة الأمنية والاستخبارية في إسرائيل يدرك تماماً أن أبو مازن ليس فقط لا يشجع على العنف، بل إنه وقادة أجهزته الأمنية يقطعون الليل بالنهار في حرب ضد الإرهاب الفلسطيني في شكل صارم». وأوضح أن الفترة الممتدة من العام 2007 تعتبر الفترة التي قفز فيها التعاون الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى مستويات غير مسبوقة. وشدد على أن عباس حرص على تعزيز التعاون الأمني رغم جمود المفاوضات، ورغم أن إسرائيل شنت في هذه الفترة ثلاث حملات عسكرية قاسية على قطاع غزة، ورغم تفجر ثورات الربيع العربي. وقلّل من تأثير عمليات القمع الإسرائيلية ودورها في ردع المقدسيين عن مواصلة الانتفاضة، مشيراً إلى أن الردع يتحقق عندما يمارس ضد طرف يكون لديه ما يخسره، وهذا ما لا ينطبق على أهالي القدس. وشدّد على أن قوات الاحتلال مطالبة بالحرص على عدم إهراق دم أي متظاهر فلسطيني خلال تفريق التظاهرات، مشيراً إلى أنه تبين بالدليل القاطع أنه لا يوجد عامل قادر على تفجير الأوضاع أكثر من قتل شخص خلال تظاهرة. واعتبر ديسكين أن دخول الاعتبارات الدينية في الصراع سيفضي إلى تأجيجه، محذراً من أن هذا التطور لا يهدد بتفجر الأوضاع مع الشعب الفلسطيني فقط، بل سيجلب أيضاً مواجهة مع العالمين العربي والإسلامي. ودعا إلى عدم تمكين أعضاء الكنيست من اليمين من اقتحام المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن الصلاحيات الممنوحة لقائد شرطة الاحتلال في القدس تمكّنه من اتخاذ مثل هذا القرار. الى ذلك، أفادت صحيفة «هآرتس» أمس عن «إصابة إسرائيليتين بجراح بعد تعرضهما إلى هجوم من مجهول في مدينة بئر السبع جنوبفلسطين»، لافتة إلى أن «هناك خشية من أن تكون عملية فدائية».