حققت قوات النظام السوري تقدماً طفيفاً أمس في اتجاه مدينة عدرا بريف دمشق بعد أيام من سيطرة مقاتلي المعارضة عليها، وسط تقارير عن ارتكابهم مجزرة في حق علويين ودروز ومسيحيين بتهمة تأييد النظام. وجاء ذلك في وقت أكد ناشطون أن الحكومة السورية تتفاوض مع خاطفي راهبات دير مار تقلا في معلولا واللواتي نُقلن كما يبدو إلى مدينة يبرود المجاورة والتي يسيطر عليها الثوار. وأوضح هؤلاء أن خاطفي الراهبات يريدون مبادلتهن بناشطات مؤيدات للثورة يحتجزهن النظام. في غضون ذلك استمرت تداعيات سيطرة مقاتلي «الجبهة الإسلامية» على مقرات ومخازن العتاد التابعة ل «الجيش الحر» عند معبر باب الهوى على الحدود التركية. وأكدت مصادر في المعارضة أمس السبت أن قادة في «الجبهة الإسلامية» سيجرون محادثات مع مسؤولين أميركيين في تركيا «في الأيام المقبلة». وتعكس الاتصالات المتوقعة بين واشنطن والمقاتلين المتشددين مدى تفوق تحالف «الجبهة الإسلامية» على ألوية «الجيش السوري الحر» الأكثر اعتدالاً، والتي حاولت قوى غربية وعربية من دون جدوى أن تصنع منها قوة قادرة على إطاحة الرئيس بشار الأسد. وقد تحدد المحادثات أيضاً التوجه المستقبلي ل «الجبهة الإسلامية» التي تخوض مواجهة مع المقاتلين السنّة الأكثر تشدداً التابعين لجماعة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبطة ب «القاعدة». وقال أحد مقاتلي المعارضة في «الجبهة الإسلامية» ل «رويترز» إنه «يتوقع أن تناقش المحادثات في تركيا ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستساعد في تسليح الجبهة وتعهد إليها بمسؤولية الحفاظ على الأمن في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة بشمال سورية». وطلب المقاتل المعارض عدم ذكر اسمه نظراً إلى حساسية المحادثات ولم يكشف مزيداً من التفاصيل. وقالت مصادر ديبلوماسية في تركيا: «إن من المتوقع أن يصل السفير الأميركي لدى سورية روبرت فورد إلى إسطنبول قريباً، لكن موعد الزيارة لم يؤكد حتى الآن». وتشكلت «الجبهة الإسلامية» من ست جماعات إسلامية كبرى الشهر الماضي وسيطرت قبل أسبوع على مخازن أسلحة تخضع ظاهرياً لسيطرة المجلس العسكري الأعلى التابع ل «الجيش السوري الحر». ميدانياً، حققت القوات النظامية أمس تقدماً في مدينة عدرا بريف دمشق. وأعلنت وسائل الإعلام الحكومية أن الجيش سيطر «على كامل جسر بغداد القريب من عدرا العمالية»، ما دفع بمسلحي المعارضة إلى الرد من خلال استهدافه بقذائف هاون، في حين أوردت مواقع مؤيدة للمعارضة على شبكة الإنترنت أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من استعادة السيطرة على الجسر، لكن الحكومة السورية نفت صحة ذلك. ويبعد الجسر عن مدينة عدرا العمالية قرابة خمسة كيلومترات. والجسر مهم استراتيجياً كونه يصل الطريق الدولي القادم من العراق بمدخل العاصمة دمشق. وقال مصدر عسكري في النظام أن الجيش قادر على التقدم «بسهولة» نحو عدرا العمالية «كونها منطقة مكشوفة» لكنه اتهم المقاتلين المعارضين باستخدام السكان «دروعاً بشرية». كما أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القوات النظامية «مدعومة بجيش الدفاع الوطني حققت تقدماً بسيطاً في عدرا العمالية، إلا أن الاشتباكات لا تزال مستمرة». وفي ليماسول (قبرص)، يستعد فريق عمل يقوده دانمركي لنقل أول شحنة من المخزونات الكيماوية المميتة في سورية قبل نهاية السنة. وبموجب الاتفاق الذي توصلت إليه الولاياتالمتحدة وروسيا تتخلى سورية عن مخزوناتها من المواد السامة التي يمكن استخدامها في تصنيع غاز السارين وغاز «في.اكس» وغير ذلك من المواد المميتة. وتعتزم الدانمرك والنرويج استخدام سفينتي شحن لنقل الشحنة من مدينة اللاذقية، تحت حراسة فرقاطتين تابعتين لقواتهما البحرية، وتسليمها إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتدميرها. وقال الدانمركي توربن ميكلسن قائد فريق العمل المشترك ان «التوقيت (لبدء العملية) مسألة أخرى ويرتبط بالكثير من المسائل الغامضة حاليا ولكننا نستعد لكي نكون جاهزين في أسرع وقت». واضاف: «مهمتي الآن هي إعداد هذا الفريق كي يستطيع نقل المواد الكيماوية من ميناء اللاذقية في سورية إلى جهة لم تحدد حتى الآن من أجل تدمير هذه المواد الكيماوية». وكان مسؤولون أميركيون قالوا في وقت سابق هذا الشهر إن من المقرر إجراء تجارب في البحر للمعدات التي يمكنها إبطال مفعول المواد الكيماوية المميتة على متن سفينة تجارية.