منذ نحو ثلاثة أعوام والحفريات وأعمال الصيانة لم تنفك عن طريق «شبه الجزيرة» الذي يخترق حي السلي من الشمال إلى الجنوب، هو طريق حيوي يربط أحياء شرق الرياضبجنوبها من طريق الدائري الشرقي. ويشهد ازدحاماً مرورياً لافتاً، ومع أنه طريق واسع، إلا أنه يغص بالسيارات، خصوصاً إذا علمنا الكثافة السكانية في الأحياء المجاورة، وقربه من إسكان الحرس الوطني وحي النسيم. كنا نعاني سابقاً من كثرة المفحطين في الطريق، وآنذاك كنا نسلك الطريق وأيدينا على قلوبنا أو نجبر على ارتياد طرق أخرى، ولا أخفي أن تلك الحفريات طردت المفحطين وقللت الحوادث المرورية، إلا أنها تكاد تخنقنا في كل مشوار نضطر خلاله إلى سلوك هذا الطريق المهم. أسكن في حي النسيم ومعظم أقاربي واستراحة الأصدقاء في السلي، ولذلك أعتبر نفسي من أشد المتضررين، حفر وحفريات وإصلاحات وبناء أرصفة إلى غيرها من الأعمال البلدية، التي تحتاج معها إلى تركيز عال وتشغيل لجميع حواسك أثناء القيادة. في معظم الطريق لا يوجد سوى مسار وحيد يجبر السائقين على التتابع في قافلة تبدأ من طريق سعد بن عبدالرحمن الأول الذي يفصل النسيم عن السلي ولا تنتهي إلا قبل الإشارة. حقيقة لا أعلم إلى متى تستمر هذه الحفريات الكئيبة؟ وإلى متى يتحمل سكان السلي والأحياء المجاورة أخطاء البلديات وتأخر المقاولين؟ وإلا هل يعقل أن تستمر مثل تلك الحفريات أشهراً عدة؟ هذا الطريق ما هو إلا مثال حي ذكرته لأهميته، وإلا فإن هناك طرقاً وشوارع ترزح تحت وطأة تلك الحفريات، وبعضها يفتقد أبسط وسائل السلامة، خصوصاً تلك الموجودة في الشوارع الأقل أهمية. علاوة على ما سلف ما زال جنوب حي السلي يعاني من عدم وجود شبكة لتصريف المياه، خصوصاً المنطقة الواقعة جنوب مخرج 16، والمؤلم في الأمر أنه ومع كل موسم أمطار تتحول تلك الشوارع إلى ما يشبه الأودية. تخيلوا معي منظر الشوارع حفريات ومياه أمطار. إن المأمول من المسؤولين في أمانة مدينة الرياض التي لا يلغي جهودها الإيجابية في الأعوام الأخيرة إلا جاحد، أن يجدوا حلاً سريعاً حتى لو كان موقتاً لتلك الحفريات التي أنهكت جميع مرتادي الحي والطريق، مع إيجاد حلول ناجعة لعدم تكرار ذلك مستقبلاً، لاسيما أن هذا الوضع بات طبيعياً في الكثير من الأحيان خلال الأعوام الأخيرة.