أوضح الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي أن المركز يعمل على رصد الظواهر اللغوية التي تؤثر في اللغة العربية وتتأثر بها، ومن الظواهر اللافتة ما يسمى بلغة «العربيزي والفرانكو» التي انتشرت في الأوساط الشبابية نتيجة لارتباطها بالأدوات التقنية، ودرس أبعادها في صورة أشمل وأكمل، مبيناً أن اللغة العربية تواجه تحديات حضارية كبرى، وتحظى في المقابل بفرص قوة فرضتها عليها طبيعة حياة الإنسان العربي المعاصر، وفتحت له ثقافته الدينية المستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف آفاق المستقبل على المستوى اللغوي، وذلك من خلال رؤى الشباب أنفسهم ومن خلال ما أضافه الأساتذة المختصون الذين شاركوا في حلقة النقاش. وقال الوشمي في حلقة النقاش التي نظمها المركز أخيراً في فندق ماريوت كورت يارد ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية التي شارك فيها عشرات الطلبة والباحثين بعنوان: «لغة الشباب العربي في وسائل التواصل الحديثة: اللغة الهجين، العربيزي، الفرانكو»،: «إن المركز حرص على درس لغة «العربيزي والفرانكو» بإشراك الشريحة المعنية بها من فئة الشبان والشابات، إذ خاطب المركز عدداً من الجامعات الحكومية والأهلية لترشيح عدد من طلابها وطالباتها للمشاركة في الحلقة النقاشية، كما دُعي للمشاركة في الحلقة أساتذة متخصصون في اللغة وعلم النفس وعلم الاجتماع والحاسوب، إذ أجابوا عن أسئلة الطلاب والطالبات وعلقوا على آرائهم وناقشوهم فيها، إضافة إلى استطلاع أعده المركز استهدف مئات المشاركين في مختلف المراحل العمرية والمستويات التعليمية، إذ أظهرت نتائجه أن 58 في المئة من المشاركين رأوا أن التحدث باللغة العربية ضروري في جوانب حياتنا المعاصرة، و70 في المئة من المشاركين رأوا أن اللغة العربية قادرة على مواكبة التطورات السريعة في مجالات الحياة المختلفة، ويرى 58 في المئة منهم أن هناك ازدياداً مرتفعاً في استخدام الشباب ل«العربيزي» خلال الأعوام الماضية، وهو ما يحفز المركز إلى أن يتحرك بقوة لتحقيق التطلعات وحماية اللغة مما يؤثر فيها سلباً». ولفت الوشمي إلى أن المركز سعى إلى أن تكون الحلقة النقاشية نوعية وتخدم تطلعات الشباب، إذ قام المركز بعرض مواد مرئية أنتجتها مجموعة من الطالبات من جامعة دار العلوم والجمعية العلمية السعودية للغة العربية للتعبير عن رؤاهم حول «العربيزي» من خلال استثمار مواهبهم وتحفيز الجوانب الإبداعية لديهم. وجاءت الحلقة النقاشية الأولى ضمن برنامج «لغة الشباب العربي في وسائل التواصل الحديثة» وشملت جلستين نوقشت فيها مواضيع: اللغة العربية والهوية، اللغة العربية واستخدام الشباب، مفهوم العربيزي، أسباب نشوء ظاهرة العربيزي، مظاهر العربيزي، تقويم الشباب لظاهرة العربيزي، وطرحت فيها العديد من الأسئلة المهمة عن الهوية واللغة ودور العربية في تشكيلها ونقاش حول العامية وعن وسائل حفظ اللغة العربية ودور وسائل الإعلام وأثر اللهجات في اللغة العربية الفصحى.