استغل البروفيسور في جامعة قولد كوست الأسترالية جيرالد وليام زيارته الأولى إلى السعودية بزيارة مهرجان الكليجا السادس للتعرّف في شكل مباشر على حياة معظم السعوديين في الماضي. وبدا مطلعاً تارة ومتسائلاً تارة أخرى عمّا تقوم به مئات الأسر المنتجة التي تتوزع داخل أروقة المهرجان الذي يحتضنه مركز الملك خالد الحضاري في مدينة بريدة. وكان المهرجان بمثابة الجواب الذي اختصر عناء البحث على الزائر الأسترالي ومرافقيه، وربط بين زمنين مختلفين، الماضي العريق بأصالته والحاضر المزدهر بإشراقته. ولم يكتف البروفيسور جيرالد وليام بالاعتماد على ما يترجم له مرافقوه من صور حية من داخل المهرجان، بل بدا سعيداً وهو يناقش الأسر المنتجة ويتأمل ما تنتجه أياديها من أكلات شعبية كان في مقدمها الكليجا والمطبق الذي قدمتها له ولمرافقيه الأسر التي تنتجها، فيما حرص على تناولها ومعرفة مكوناتها وطريقة إعدادها. كما كان الزائر حريصاً عند زيارته لركن الحرفيات في المهرجان على مناقشة النساء حول منتجاتهن من «السدو» و«الحياكة» ونفش «الصوف» وتحويله إلى منتج نهائي مزين بالألوان يستطيع الزوار اقتنائه للاستعمال أو الزينة، في وقت أبهره كرم الأسر المنتجة اللواتي حرص بعضهن على تقديم هدايا له من منتجاتهن الخاصة، إذ أهدته «أم سلمان» عقداً للزينة معلقاً به قطعة معدنية طليت بلون فضي، وشرحت له أن ذلك كان لبس سيدات الماضي في السعودية، وطلبت منه أن يهديه إلى زوجته عند رجوعه إلى بلده، فيما قبل هو من جانبه الهدية واعداً إياها بتحقيق طلبها. وحرص البروفيسور الأسترالي على القيام بتطبيق طريقة صبّ القهوة العربية في مقر الضيافة وتناولها ومعرفة أصول وطريقة تقديمها للضيوف. وبعد الزيارة أبدى إعجابه بأهداف المهرجان التي من بينها دعم الأسر المنتجة التي سمع عنها من عضو اللجنة التنفيذية للمهرجان فهد الحسين، وكيف أن المهرجان يساعد الأسر المنتجة في تقديم منتجاتها إلى الجمهور، ما يعزز دخلها والرفع من مستوى معيشتها، وكذلك التنظيم والتوزيع للأركان داخل المهرجان. وكان البروفيسور جيرالد ضمن ضيوف المؤتمر الثالث للإبداع في تمريض العناية المركزة الذي نظمه مركز الأمير سلطان للقلب في القصيم (الثلثاء) الماضي، واختتم فعالياته أول من أمس في القصيم، إذ نظم لهم مركز القلب زيارة إلى المهرجان. إلى ذلك، يسدل الستار مساء غد «السبت» على مهرجان الكليجا السادس بعد نحو 10 أيام من انطلاقته بعد أن شهد إقبالاً كبيراً من الزوار من داخل منطقة القصيم وخارجها، وشهد عرضاً متنوعاً من إنتاج الأسر المنتجة سواء على مستوى الأكلات الشعبية التي تشتهر بها منطقة القصيم ومنها «الكليجا» التي اشتق اسم المهرجان منها، أو ما تنتجه «الحرفيات» من أدوات وفرش كانت تشتهر بها نجد وتعتمد في إنتاجها على عناصر البيئة التي كان يعيشها إنسان الماضي في غزل الصوف أو النباتات في صناعة الخوص. وذكر الرئيس التنفيذي للمهرجان عبدالرحمن السعيد أن المهرجان حقق جانباً من أهدافه المرسومة المتمثلة في دعم اقتصاديات الأسر المنتجة، وتعزيز ثقافة الإنتاج والعمل لديهم وتشجيعهم والوقوف إلى جانبهم، كما أن من أهدافه العناية بالموروث الشعبي للمنطقة وما تزخر به من مقومات في هذا الجانب والمحافظة عليها. وأشار إلى أن المهرجان أحدث فرص عمل موقتة للشبان والفتيات من أبناء المدينة ليسهموا جميعاً في إخراج المهرجان بالصورة المأمولة والمميزة، مضيفاً أنه وعلى مدى 10 أيام من انطلاقته أحدث حراكاً ملموساً في الجانب السياحي للمنطقة، إذ سجلت دور الإيواء إشغالاً مرتفعاً وبخاصة في إجازتي نهاية الأسبوع التي تكررت مرتين في المهرجان. وكان البروفيسور جيرالد ضمن أجانب يمثلون دول أستراليا وجنوب أفريقيا وأميركا ولبنان والأردن ومصر ضيوف المؤتمر الثالث للإبداع في تمريض العناية المركزة، الذي نظمه مركز الأمير سلطان للقلب في القصيم الثلثاء واختتم فعالياته أول من أمس، ونظمت لهم زيارة إلى المهرجان.