أكد الناطق باسم المؤتمر الوطني العام (البرلمان الموقت) في ليبيا عمر حميدان نبأ خطف عضو المؤتمر عبدالمجيد الزنتوتي، في حادث يعيد إلى الأذهان اختطاف رئيس الحكومة الليبية علي زيدان على يد مسلحين في العاشر من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وأضاف الناطق باسم «المؤتمر» امس، أن وكيل وزارة الداخلية البهلول الصيد تولى التحقيق في الحادث، مشيراً إلى أن المؤتمر يتابع بدوره الموضوع مع الحكومة. يذكر أن الزنتوتي الذي ينتمي إلى قبيلة ورشفانة، انتخب عضواً في المؤتمر الوطني العام عن دائرة العزيزية (جنوبطرابلس). وأبلغت مصادر مطلعة في طرابلس «الحياة» أن الأجهزة الأمنية رصدت سيارة الزنتوتي في منطقة قريبة من العاصمة واعتقلت ثلاثة مسلحين كانوا يستقلونها، وتبيّن انهم من منطقة ككلة غرب العاصمة الليبية، ما عزز تكهنات بارتباط العملية باختطاف رئيس المجلس المحلي لمنطقة ككله إبراهيم سالم الصغير وعضو مجلس الشورى المحلي احمد سعيد ليل الثلثاء الماضي. وسرت تكهنات بأن الخاطفين يتبعون عبد الغني الككلي رئيس المجلس العسكري في بوسليم، وأن خطف الزنتوتي هدفه المساومة على إطلاق الصغير وسعيد. وتعاني ليبيا انعدام الأمن والفوضى، وعمليات الخطف المتبادلة والاغتيالات، في ظل عجز الحكومة الانتقالية عن بسط سيطرتها نتيجة التباطؤ في دعم الجيش والشرطة اللذين يعانيان نقص العديد والعتاد. على صعيد آخر، قررت محكمة ابتدائية في الزنتان (غرب ليبيا) امس، تأجيل محاكمة سيف الإسلام نجل العقيد معمر القذافي، إلى 20 شباط (فبراير) من العام المقبل. أتى ذلك بعد طلب هيئة الدفاع عن المتهم تأجيل الجلسة بسبب عدم حضور بقية المتهمين ومن بينهم المحامية الأسترالية ميليندا تايلور، في قضية تتعلق بتسريب وثائق بشكل غير قانوني إلى سيف الإسلام القذافي المتهم الرئيسي في القضية، أثناء زيارة وفد حقوقي دولي له في سجنه في مدينة الزنتان في 7 حزيران (يونيو) 2012. واعتقلت تايلور ووفد المحكمة الجنائية الدولية الذي كانت احد أعضائه، لمدة شهر في الزنتان ( 170 كلم جنوب غربي طرابلس). واتهمت محكمة الزنتان الوفد بالإساءة إلى «الأمن القومي»، مشيرة إلى أن تايلور (36 سنة) متهمة بأنها كانت تحمل قلماً مزوداً كاميرا ورسالة من محمد إسماعيل، سكرتير سيف الإسلام وأحد ابرز المطلوبين من القضاء الليبي. وصدرت عن المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق سيف الإسلام بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الانتفاضة التي أطاحة والده عام 2011. وفي أيار (مايو) 2012، قدمت السلطات الليبية الجديدة طعناً بصلاحية المحكمة الجنائية الدولية في ملاحقة سيف الإسلام، النجل الوحيد للقذافي الذي يعتقل في ليبيا. ويأمل القضاء في طرابلس بمحاكمة سيف الإسلام، فيما يتمسك ثوار الزنتان بضرورة محاكمته في محكمتهم المحلية ويرفضون تسليمه إلى طرابلس «لدواعٍ أمنية» كما يقولون.