أحيت عائلة تويني وصحيفة «النهار» أمس الذكرى الثامنة لاغتيال الصحافي النائب جبران تويني ورفيقيه أندريه مراد ونقولا فلوطي. وأكد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة في قداس أقيم للمناسبة في كاتدرائية القديس جاروجيوس للروم الأرثوذكس في قلب بيروت، أن «الحرية والسيادة والاستقلال والديموقراطية والعدالة والانفتاح والحوار وحقوق الإنسان وكرامته وحقه في التعبير الحر والعيش الكريم أصبحت عبارات فارغة في وطن يرزح أبناؤه يوماً بعد يوم تحت نير الظلم والحقد والقتل والتكفير والتطرف والتسلط والرجعية وامتهان الكرامات والاصطفاف السياسي والانفلات الإعلامي والصراع الداخلي الذي يفتت الوطن ويشتت المواطنين ويقض مضاجعهم ويمنع عنهم الطمأنينة ولقمة العيش والحياة الكريمة». وحضر القداس عائلة تويني ورفاقه وأسرة «النهار» ونائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل ممثلاً رئيس الجمهورية ميشال سليمان والنائب هنري حلو ممثلاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال وليد الداعوق ممثلاً الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس المكلف تمام سلام وجويس الجميل ممثلة الرئيس أمين الجميل ورئيس المجلس النيابي السابق حسين الحسيني والنائب عاطف مجدلاني ممثلاً الرئيس سعد الحريري ووزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال نقولا صحناوي ممثلاً رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون والنائب أكرم شهيب ممثلاً النائب وليد حنبلاط ونائب رئيس الحكومة السابق ميشال المر والنائب جورج عدوان ممثلاً رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وحشد نيابي متنوع ووزراء سابقون وحاليون. وحضر السفير الاميركي لدى لبنان ديفيد هيل. وقال عودة: «لم يتعلم اللبنانيون من سنوات الحرب التي عاشوها ولم يعتبروا. لم يفقهوا بعد أن التباعد بين مكونات الوطن والتنافر والتناحر في ما بينهم لا يؤدي إلا إلى دمار الجميع»، لافتاً إلى أن «أسوأ ما نشهده في هذه الأيام انتقال المتاريس من الطرقات إلى أبواب الجامعات وحتى إلى داخلها. فطلاب الجامعات، نقلوا خلافات أحزابهم وأوامر معلميهم إلى حرم جامعاتهم فيما المطلوب منهم والمأمول أن يكونوا الخميرة الصالحة في مجتمع أفسدته الحرب والانتماءات والعصبيات والسلاح والمخدرات وشتى أنواع المحرمات». وأضاف: «نفتقد أيها الحبيب جبران المواقفَ الجريئة، مواقفك الوطنية الصادقة التي تعلن المحبةَ للبنان والوفاءَ له وحده». وأردف: «أما تناحر الوزراء في ما بينهم وكشف الخبايا وقد تكون خطايا في حق الوطن وحق الشعب الذي ما زال صامتاً، فأشبه بمسلسل طويل نشهد كل مدة بعض حلقاته. حتى الأعمال الانتحارية وجدت لها سبيلاً إلى وطننا وراحت تودي بحياة الأبرياء». وقالت ابنة الراحل، ميشيل تويني في كلمة بعد القداس: «أخجل أن أقول لك إن بعد ثماني سنوات: لا حقيقة ولا تحقيق ولا محاولة جدية للتقدم في ملف اغتيالك. لن أتشاءم في ذكراك لأنك لن تتشاءم في أصعب الظروف». وتابعت: «هذه السنة ماذا عسانا نقول سوى أننا نفهم أكثر وأكثر لماذا أرادوا أن يغتالوك واختاروا أن يلغوا كلّ من لن يسمح لهم بتحويل لبنان إلى ما حوّلوه اليوم. والبعض رحل من دون أن ينظر خلفه والبعض الآخر تآمر مع قوى الأمر الواقع وآخرون استمروا في مخططهم الجهنمي لأخذ لبنان إلى حيث مصالحهم الإقليمية ولهذا نالوا منك ومن أمثالك كي يزيلوا العوائق وصوت الضمير».