اتهمت كييف أمس، موسكو بإطلاق نيران مدفعية على شرق أوكرانيا، وذلك للمرة الأولى منذ وقف النار الذي أبرم في 5 أيلول (سبتمبر) الماضي، ويشهد انتهاكات يومية. وأوضح الناطق العسكري الأوكراني أندريه ليسينكو أن نيران المدفعية استهدفت خصوصاً بلدة كوميشني في منطقة لوغانسك قرب حدود روسيا، وقال: «لا تحاول موسكو حتى احترام اتفاق مينسك، وتواصل تسليح المتمردين وإرسال قواتها النظامية» إلى الشرق الانفصالي الموالي لروسيا. كما أشار ليسينكو إلى تكثيف المتمردين إطلاق النيران قرب ميناء ماريوبول الاستراتيجي المطل على بحر آزوف، علماً أن المتمردين حددوا سابقاً هذه المدينة الاستراتيجية بأنها هدفهم المقبل. وفي احتفال الذكرى الأولى لاحتجاجات ساحة «ميدان» في كييف التي أطاحت النظام المدعوم من روسيا وتسببت بنزاع في شرق البلاد، قوبل الرئيس بيترو بوروشينكو بصيحات استهجان لدى وضعه باقة زهور في شارع إينستيتوتسكا، حيث سقط مئة قتيل خلال قمع الشرطة المحتجين في شباط (فبراير) الماضي. وهتف عشرات من عائلات الضحايا: «عار عليك»، ورفعوا لافتة كتبوا عليها: «أنت تتولى منصب الرئيس بفضل تضحيات أبنائنا». ولم يخرج نائب الرئيس الأميركي جو بادين الذي كان مقرراً أن ينضم إلى بوروشينكو، من سيارته، علماً أن محادثاتهما التي انضم إليها رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك تناولت، إلى مسألة التزام وقف النار في الشرق، منح واشنطن مساعدات عسكرية إضافية لمساعدة قوات كييف، والتي حصرتها حتى الآن بتجهيزات غير قتالية. وكانت موسكو حذرت من أن تسليح الولاياتالمتحدة القوات الأوكرانية «سيُفاقم النزاع»، في وقت أبلغ بايدن صحيفة أوكرانية بأن لا «حل عسكرياً للأزمة»، متهماً روسيا «بالتدخل في شؤون دولة تحظى بالسيادة». على صعيد آخر، أعلن نواب أوكرانيون موالون للغرب تشكيل تحالف برلماني سيستطيع للمرة الأولى تمرير تعديلات على الدستور. وقال ياتسينيوك إن التحالف الذي يشمل حزبه وحزبي الرئيس بوروشينكو ورئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو سيضم 300 من أصل 450 نائباً. في فرنسا، جرى تعويم سفينة «سيباستيبول» وهي الثانية من طراز ميسترال تبنيها فرنسا لحساب روسيا في حوض سان نازير (غرب). وتوجد في الحوض سفينة «فلاديفوستوك» التي تشملها الصفقة مع روسيا وانتهى بناؤها، وكان يفترض تسليمها منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، لكن فرنسا تشترط لتنفيذ ذلك تحقيق انفراج في أزمة أوكرانيا. وتبلغ قيمة الصفقة التي تشمل بناء السفينتين 1 و2 بليون يورو وفق عقد وقع في حزيران (يونيو) 2011. وفي إستونيا، صرح الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) ينس شتولتنبرغ بأنه جرى دفع الطائرات الحربية للحلف 400 مرة هذه السنة، رداً على زيادة في النشاط الجوي الروسي في أوروبا لم يشهدها العالم منذ الحرب الباردة. وقال شتولتنبرغ إن «المشكلة ليست مجرد أماكن تحليق الطائرات الروسية، بل عدم تشغيلها أجهزة الاتصال بجهات مراقبة الحركة الجوية في طائراتها وعدم تواصلها. كما أن الطلعات الجوية التي زادت بنسبة 50 في المئة خلال سنة شكلت خطراً على الرحلات الجوية التجارية. وزاد: «هذا النمط محفوف بالأخطار، لذا نحن جاهزون للدفاع عن حلفائنا ضد أي تهديد».