توقع خبير ومحلل في مجال تقنية المعلومات والاتصالات أن تشهد السوق السعودية خلال العام المقبل 2014 تحولات إيجابية وتوسعاً في مجالات الاستخدامات والتطبيقات الأكثر تطوراً في ميادين تقنية المعلومات والاتصالات، ومن أبرزها تطوير مشاريع المدن الذكية، وإعطاء أولوية للاهتمام بأمن المعلومات وخصوصاً في قطاعي المصارف والنفط والغاز، والتوسع في الخدمات المصرفية عبر الجوال، وزيادة الاستثمارات فيما يعرف بالحوسبة السحابية، والتواصل بين الأجهزة. جاءت هذه التوقعات على لسان الخبير والمحلل في تقنيات المعلومات والاتصالات المدير العام لشركة IDC العالمية للأبحاث والبيانات في المملكة عضو لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات بالغرفة التجارية الصناعية في الرياض المهندس عبدالعزيز الهليل، خلال المحاضرة التي ألقاها في الغرفة مساء أول من أمس، ونظمتها الغرفة والشركة، وجرى خلالها عرض تحليلات الشركة وتوقعاتها لسوق الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة خلال العام 2014، ورصد أهم التقنيات التي ستحدد بوصلة واتجاهات السوق. وقال المحاضر إنه وفقاً للأبحاث والدراسات الميدانية والتحليلية التي تجريها شركته في السوق السعودية، فإنها تتوقع أن يشهد العام المقبل تخصيص الدولة موارد أكبر لتطوير مشاريع المدن الذكية المثالية، لتكون قادرة على تبني أحدث الحلول والتطبيقات التقنية، والمنافسة الحقيقية في سوق تقنية المعلومات، وإقامة البني التحتية الخاصة بالنطاق العريض الثابت والمتنقل، كما توقع توسع المصارف في الخدمات المصرفية المتنقلة من طريق الجوال، وخصوصاً بالنسبة لشريحة الشباب الأكثر اهتماماً بالتقنيات المتطورة والذين يشكلون النسبة الأكبر من السكان - أقل من 30 عاماً-. وبالنسبة لأمن المعلومات، أكد الهليل أنه يحظى بأولوية لدى قطاعي المصارف والنفط والغاز منذ العام 2012 نتيجة الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها شركة أرامكو السعودية ورأس غاز، وتوقع نمو الإنفاق على برامج أمن تقنية المعلومات بنسبة 16 في المئة سنوياً، وحدوث تغير في سوق انتشار الأجهزة اللوحية الذكية (التابلت) في السوق السعودية، بدخول الشركات المنتجة لأنواع منخفضة السعر ومنافستها للشركات الكبرى واستقطاع جزء من السوق التي ظلت تستحوذ عليه في الأعوام الماضية. ورجح حدوث نمو قوي على المدى المتوسط في تبني خدمات الحوسبة السحابية خلال العام المقبل، وارتفاع الإنفاق عليها من 26.4 مليون دولار عام 2013 إلى 40.3 مليون في عام 2014، وتعد أكثر القطاعات المستفيدة منها التعليم والرعاية الصحية والخدمات المصرفية والمالية والتأمين وشركات الاتصالات، وتتعلق بخدمات البيانات والتخزين. وأشار إلى أنه من المتوقع أن تنتقل شركات الاتصالات إلى ما هو أبعد من إطلاق عروض تقنية المعلومات والاتصالات، لتبني استراتيجيات واضحة لتقديم حلول وخدمات تقنية المعلومات والاتصالات، متوقعاً أن ينجم نتيجة عن هذا التطور حدوث عمليات استحواذ تعزز قدرات شركات الاتصالات للتوسع في تقديم خدماتها الاحترافية، والتي ينتظر أن تتركز على حلول الاتصالات من جهاز إلى جهاز، والحوسبة السحابية، والتطبيقات المتنقلة والمدن الذكية. وحول تأثيرات حملة تصحيح العمالة الوافدة على سوق الاتصالات وتقنية المعلومات، توقع الهليل أن يكون لها تأثير سلبي في المدى القصير، لكنه أكد أن هذه التأثيرات ستتلاشى في المدى المتوسط وستستقر السوق، موضحاً أن التأثيرات السلبية تتمثل في نقص الكوادر المؤهلة، وحدوث تأخر في تنفيذ المشاريع وخصوصاً العملاقة في البنية التحتية، وتعرض العقود الحالية لضغوط نتيجة تقلص الربحية وارتفاع الكلفة.