يعتبر الأميركي إدوارد لاشمان من أهم مديري التصوير في السينما الهوليوودية والأوروبية، منذ أكثر من 35 سنة. وهو تولى إضاءة وتصوير نخبة من الأفلام التي أخرجها ستيفن سودربرغ وأولريك سايدل وصوفيا كوبولا وتود هاينز وتود سولوندز وروبرت ألتمان ولاري كلارك وفيم فيندرز وفيرنر هيرتزوغ وفولكر شلوندورف وغيرهم من السينمائيين البارزين. غير أنه لا يزال يعمل بما أنه يرفض سماع كلمة «تقاعد» التي يعتبرها بمثابة موت مؤكد لأي فنان مولع بعمله. والطريف في مشوار لاشمان مع الفن السابع على رغم مكانته، ممارسته نشاط «مصور بلاتوه» في كل الأفلام التي يتولى تصويرها وابتكار الإضاءة المناسبة لها. والمصور هو الشخص الذي يلتقط بعدسته المشاهد المختلفة من الفيلم بهدف قيام الموزع في ما بعد باستخدامها في عملية الترويج التي تصطحب نزول العمل إلى صالات السينما. ويرفض لاشمان ترك هذه المهمة لغيره معتبراً أنه أفضل من يقدر على التقاط الصور الثابتة التي تخص الأفلام التي يدير تصويرها بنفسه. ويصور لاشمان أبطال الفيلم وهم يستعدون لتمثيل مشهد معين مثلاً، أو في أثناء تدخينهم سيجارة وتناول قسط من الراحة في الفترة ما بين لقطتين، كما يصور المخرج وهو يأمر أفراد الفريق التقني بتحضير الديكور والأكسسوارات الداخلة في إطار المشاهد المفروض تصويرها. وتأتي نتيجة هذا الأسلوب الذي يطبقه معاكسة كلياً لما يعتاد المشاهد رؤيته من صور مفروشة في واجهة دار السينما العارضة لفيلم ما. ودفع عمل لاشمان بالمنتجة والموزعة السينمائية الفرنسية آن دومينيك توسان إلى إقامة معرض في باريس للصور المعنية على مدار ثلاثة عقود منذ ثمانينات القرن العشرين، خصوصاً أنها تملك قاعة عرض كبيرة في قلب المدينة تحمل اسم «غاليري سينما» Galerie Cinéma، مخصصة لكل ما يتعلق بالفن السينمائي. الافتتاح افتتح المعرض بحضور إدوارد لاشمان، وباقة من نجوم السينما الفرنسية على رأسهم الممثلة الصاعدة نورا أرنديزر بطلة فيلم «أنجليك» الذي سينزل إلى دور العرض في بداية عام 2014 والذي من المفروض أن يطلق أرنديزر إلى سماء النجمات الشابات. وقد شوهدت الفنانة وهي تتحدث بحماسة إلى الممثلة المعروفة غابريال لازور والناقد السينمائي ميشال سيمان مدير تحرير مجلة «بوزيتيف» المتخصصة في الفن السابع، طالبة منهما النصائح ومعبرة بصوت عال عن حلمها بالعمل في مستقبل قريب في فيلم يصوره لاشمان الذي كان يقف على مسافة أمتار قليلة من الثلاثي. وبين الصور التي تزين قاعة «غاليري سينما» في إطار المعرض، تلك التي التقطها لاشمان لجوليا روبرتس خلال تصوير فيلم «إيرين بروكوفيتش» للمخرج ستيفن سودربرغ، وكيت بلانشيت في فيلم «لست هنا» لتود هاينز، وللراحل ريفر فينيكس، شقيق النجم يواكين فينيكس، وهو يستعد للمشاركة في لقطة من فيلم «دماء سوداء» للسينمائي جورج سلويزر عام 1993. وتكمن قيمة الصورة المحققة لفينيكس في كونها الأخيرة من نوعها بما أن الفنان توفى عقب ثلاثة أيام من التقاطها عن 23 سنة، إثر أزمة قلبية حادة ألمّت به أمام مدخل نادي «فايبر روم» Viper Room الذي يملكه جوني ديب في لوس أنجليس.