فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأوساط الإعلامية والمتابعين اليوم، بإصدار قرار حل بموجبه وكالة أنباء «نوفوستي»، أضخم الوكالات الروسية، وأمر بتأسيس هيكلية جديدة تحل مكانها وتحمل اسم «روسيا سيفودنيا». وشمل القرار الرئاسي إذاعة «صوت روسيا» التي ضمت إلى المؤسسة الجديدة، بهدف «تقليص النفقات وزيادة الفاعلية الإعلامية» في الدفاع عن مصالح روسيا في العالم. وعكست ردود الفعل من جانب خبراء وإعلاميين فور بث الخبر على موقع الكرملين الرسمي، حجم المفاجأة التي تلقتها الأوساط المتابعة، إذ لم يفسر القرار سبب حل المؤسسة العريقة التي شهدت خلال السنوات الماضية تطوراً كبيراً، وكانت تحظى برعاية خاصة من الكرملين على المستويين السياسي والمادي، خصوصاً أن بوتين زار مقرها أكثر من مرة في العامين الماضيين ونص القرار الرئاسي على إنهاء وجود مؤسسة وكالة «نوفوستي» وتسليم ممتلكاتها داخل روسيا وخارجها إلى المؤسسة الجديدة، وكلف الحكومة تنفيذ الإجراءات الخاصة بذلك في غضون شهر واحد. تأسست وكالة «نوفوستي» في العام 1941 وشكلت دائماً مع نظيرتها «تاس» الحكومية أيضاً، الذراع الإعلامية للترويج لسياسات الاتحاد السوفياتي. ولم يتغير هذا التوجه كثيراً مع وصول بوتين إلى السلطة عام 2000 والشروع ببسط سيطرة مطلقة على وسائل الإعلام أما إذاعة «صوت روسيا» فهي موجهة إلى الخارج بلغات أجنبية عدة، وتعد الأقدم في أوروبا إذ تأسست في العام 1929. وأثار الاسم الذي تم اختياره للمؤسسة الجديدة تكهنات عدة، خصوصاً مع تكليف مقدم البرامج السياسية ديمتري كيسيليوف بإدارتها. وتعني كلمة سيفودنيا بالروسية «اليوم» ما دفع بعضهم إلى ترجيح ضم القناة الروسية الناطقة بالعربية «روسيا اليوم» إلى المؤسسة الجديدة. لكن اللافت أن اختيار الاسم الجديد وهوية الصحافي الذي سيدير المؤسسة أثارا توقعات بأن تنشغل «روسيا سيفودنيا» بتوجيه حملات دعائية قوية لتحسين صورة روسيا في الخارج، أو لمواجهة حملات إعلامية خارجية ضدها، خصوصا أن كيسيليوف برز خلال السنوات الأخيرة كإعلامي متخصص في شن حملات دعائية لمصلحة الكرملين، ولمهاجمة خصومه بشراسة.