ترجمت سلطات بلدية ومشغِّلون في إسرائيل، الأجواءَ التحريضية على الفلسطينيين المتسعة رقعتها منذ الهجوم على الكنيس في القدس، إلى قرارات عملية بمنع تشغيل عمال عرب في ورشات بناء ومطاعم، ما أثار ردود فعل واسعة استنكرت غالبيتها هذه القرارات، فيما هددت منظمات حقوقية بالتوجه إلى المحكمة العليا. وكان رئيس بلدية «أشكلون» (المجدل) ايتمار أهاروني أول من أمر بوقف تشغيل عمال عرب في ورشات بناء قريبة من روضات أطفال في المدينة، تلاه رئيس بلدية أسدود بقرار «تعزيز الدوريات الأمنية في المواقع التي يعمل بها عرب»، فيما أكدت تقارير صحافية عبرية أن العشرات من أصحاب المصالح التجارية، خصوصاً في القدس، فصلوا عمالاً عرباً من المواطنين في إسرائيل. واعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» هذه القرارات انعكاساً لمشاعر الخوف في قلوب ملايين الإسرائيليين غداة الهجوم على الكنيس». وانتقد رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو وغالبية وزرائه وأعضاء الكنيست قرار رئيس بلدية «أشكلون»، وطالبه معظمهم بالتراجع عنه كونه «غير قانوني وليس أخلاقياً». وقال نتانياهو في بيان أصدره إنه «لا مكان للتمييز ضد العرب في إسرائيل، ويحظر علينا دمغ جمهور كامل يحترم بغالبيته الواسعة القانون، بجريرة أقلية صغيرة عنيفة وعنترية». وأضاف أن «قانون القومية» الذي سيطرحه على الحكومة الأحد المقبل «سيضمن المساواة التامة لجميع المواطنين أمام القانون، ومن جهة أخرى سيؤكد هوية إسرائيل دولةً للشعب اليهودي، ولا تناقض بين الأمرين». وتوجهت وزيرة القضاء تسيبي ليفني إلى المستشار القضائي للحكومة بفحص الخطوات الممكن اتخاذها «ضد قرار يتعارض والمبادئ الأساسية من المساواة ومنع التمييز وقانون المساواة في فرص العمل». كما استنكر القرار لجنة أولياء أمور الطلاب في «أشكلون». وقال رئيس بلدية تل أبيب رون حولدائي إنه يخجل بقرار نظيره من أشكلون، «وبالذات نحن اليهود علينا الحذر من سلوك كهذا». في المقابل، أيد القرار وزير الإسكان والبناء أوري آريئل وبعض أعضاء الكنيست من اليمين المتطرف. ودان النواب العرب «الإجراءات العنصرية»، وعزوها إلى أجواء التحريض المتواصل على عموم الفلسطينيين. ورأت جمعيات حقوقية أن خطورة قرار بلدية «أشكلون» ليست فقط بعدم قانونيته، إنما بانعكاساته الخطيرة «التي من الممكن أن تؤدي الى استباحة دماء المواطنين العرب عموماً، والعمال العرب في المدينة تحديداً». مباراة كرة قدم إلى ذلك، تنشغل الشرطة الإسرائيلية في مباراة بكرة القدم تجمع بين الفريق العربي الوحيد في الدرجة العليا من مدينة سخنين وفريق «بيتار أورشليم (القدس) المعروف بجمهوره الأكثر تطرفاً وعداء للعرب. ومن المفترض أن تجري المباراة على ملعب سخنين، إلا أن الشرطة الإسرائيلية وضعت شروطاً تعجيزية بداعي أن الأجواء السائدة في أعقاب هجوم القدس تنذر باحتكاكات خطيرة بين الجمهورين. ويبدو أن هذه الشروط ستمنع الفريق العربي من استضافة المباراة في ملعبه. ورفض جمهور «بيتار» اقتراحاً سخنينياً بألاّ ترفع أعلام إسرائيل في المدرجات على أن لا يرفع الجمهور السخنيني أعلام فلسطين. وأعلن النائب السابق من حزب «كهانا» الفاشي ميخائيل بن آري أنه سيحضر إلى سخنين مع أترابه في قيادة الحزب حاملين أعلام إسرائيل. على صلة، أظهر بحث جديد في أوساط طلاب المدارس (8-18 سنة) نشرت نتائجه صحيفة «إسرائيل اليوم»، أن «العنصرية في المجتمع الإسرائيلي وإقصاء الآخر تبدأ في جيل الثامنة»، وأن الإقصاء الأبرز هو من طلاب يهود علمانيين تجاه العرب، ثم من طلاب عرب تجاه اليهود.