شنّت مقاتلات التحالف الدولي - العربي بقيادة الولاياتالمتحدة امس غارات على مواقع تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في مدينة عين العرب (كوباني) الكردية شمال سورية، في وقت وصلت اسلحة جديدة الى مقاتلي «البيشمركة» في المدينة. وقال المبعوث الاميركي لمحاربة «داعش» جون آلن ان تورط التنظيم في عين العرب «اشبه بعمل انتحاري». وأفادت مصادر كردية امس بأن مقاتلات التحالف شنّت ثلاث غارات على مواقع «داعش» في الأجزاء الشرقية من عين العرب، ذلك انها استهدفت موقعاً بصاروخ شمال تلة كانيا عربان شمال شرقي المدينة قرب الحدود التركية، ودمرت مدفعية عسكرية كانت تقصف المدينة في قرية مزار داود شرق المدينة، اضافة الى قصف موقع جنوبالمدينة. وتجددت الاشتباكات بين «وحدات حماية الشعب الكردي» و «داعش» في محيط سوق الهال والبلدية صباح امس، بعد اشتباكات دارت في محيط سوق الهال وساحة البلدية شرق المدينة ومحيط مركز الثقافة وفي حي بوطان على طريق قرية ترميك جنوبالمدينة وشرقها، ما أسفر عن مقتل وجرح ما لا يقل عن 11 عنصراً من عناصر التنظيم في الجبهتين. وعلم ان قوات «البيشمركة» تسلمت دفعة جديدة من الأسلحة والذخيرة دخلت المدينة عبر بوابتها الحدودية مع تركيا. وقال نشطاء ان الاسلحة كانت محمّلة على سبع سيارات عسكرية محملة بكل أنواع الذخيرة والأسلحة ووصلت من إقليم كوردستان عبر الأراضي التركية. الى ذلك، اعتبر المنسق الاميركي للتحالف الدولي ل «داعش» الجنرال المتقاعد جون آلن ان تورط عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» في مدينة عين العرب اشبه بالعمل الانتحاري، وانهم لن يتمكنوا من السيطرة عليها. وقال آلن في مقابلة نشرتها صحيفة «ملييت» التركية في مناسبة زيارته الى انقرة: «على اكثر من صعيد، ورطت «داعش» نفسها في ما يشبه الانتحار في كوباني». وأضاف: «بما انهم يواصلون ارسال المقاتلين كتعزيزات، سنواصل قصفهم وقطع خطوط امداداتهم وتعطيل سلسلة القيادة والسيطرة وفي الوقت نفسه القيام بما يمكننا فعله لدعم المدافعين» الاكراد عن المدينة. وتابع: «سينتهي الامر بتنظيم الدولة الاسلامية بالاستسلام لأنه لن ينتصر في هذه المعركة». ومنذ بدء الهجوم الذي اطلقه الجهاديون على مدينة عين العرب السورية في منتصف ايلول (سبتمبر)، قتل حوالى 1200 شخص غالبيتهم من عناصر «داعش» او المقاتلين الاكراد الذين يدافعون عن المدينة. ومقاتلات التحالف، لا سيما الاميركية كثفت الضربات ضد اهداف تنظيم «الدولة الاسلامية» في عين العرب وتمكنت من وقف تقدمه. وقال آلن: «نحن مقتنعون بأن غاراتنا الجوية ادت الى مقتل اكثر من 600 رجل من تنظيم الدولة الاسلامية»، مضيفاً: «اعتقد انهم اذا انسحبوا فسيشكل ذلك اشارة الى ان «مسيرتهم المظفرة» قد بلغت حدها الاقصى». وخلص الى القول: «اننا نلمس على ارض الواقع انه غير صحيح (القول) انهم لا يقهرون». وعن الخلافات الحالية بين الولاياتالمتحدةوتركيا حول السياسة الواجب اتباعها في سورية، اعتبر الجنرال السابق انه يجب «الاخذ في الاعتبار المصالح القومية لتركيا ومطالبها». وخلافاً لواشنطن، ترفض الحكومة الاسلامية المحافظة التركية التدخل عسكرياً لدعم المدافعين الاكراد عن عين العرب لأنها تعتبر ان هذا الدعم سيكون في مصلحة النظام السوري. الى ذلك، اوضح الجيش الاميركي ان مقاتلاته «ضربت ودمرت موقع تخزين على علاقة بشبكة لمقاتلين سابقين في القاعدة اطلق عليها احياناً اسم «مجموعة خراسان» التي يحضر عناصرها هجمات خارجية ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها». وحصلت الغارة الجوية خلال الساعات ال24 الماضية، كما اضاف مسؤولون من دون اعطاء مزيد من التفاصيل. ومجموعة «خراسان» تلقت ثلاث ضربات في السابق من الطيران الاميركي: مرة اولى في ايلول في بداية حملة الضربات الجوية في سورية ضد «داعش» التي اطلقت في 23 ايلول، ومرتان هذا الشهر، كما ذكرت القيادة الاميركية التي تشرف على هذه الحرب التي يشنّها التحالف الدولي. وفي احدى الضربتين خلال هذا الشهر، قتل الخبير الفرنسي في المتفجرات لدى خراسان دافيد داود دروجون في ضربة جوية شنّها الطيران الاميركي. ومجموعة «خراسان» هي مجموعة لم تكن معروفة الى حين رصدتها اجهزة الاستخبارات الاميركية في ايلول. وأكد المسؤولون الاميركيون انها تضم اعضاء من تنظيم «القاعدة» في افغانستان وباكستان ذهبوا الى سورية. ويعتبر بعض الخبراء ان هؤلاء الاعضاء هم في الاساس جزء من «جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم «القاعدة». وإضافة الى الضربات ضد «خراسان»، استهدفت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها منذ الاثنين تنظيم «داعش» قرب عين العرب بخمس غارات جوية، وهاجمت نقطة لتخزين النفط الخام في جنوب شرقي الحسكة.