شددت قوات الأمن العراقية إجراءاتها في محيط المؤسسات الحكومة بعد تلقيها معلومات عن نية المجموعات المسلحة اقتحامها، مثلما جرى في مركز الاستخبارات في كركوك، ومجمع تجاري الأسبوع الماضي. وأعلن حظر التجول في الفلوجة، فيما شهدت الموصل عمليات استباقية ضد الجماعات الإرهابية. ووقعت الأربعاء الماضي اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين حاولوا اقتحام مقر الاستخبارات قبل أن يتحصنوا داخل مجمع تجاري، أسفرت عن مصرع وجرح حوالي مئة ضحية. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي أمس وثيقة تكشف مخطط هجوم كركوك قبل نحو أسبوعين من العملية. وحملت الوثيقة توقيع مدير العمليات في وزارة الداخلية الذي طالب أكثر من جهة أمنية باتخاذ إجراءات احترازية. وجاء في الوثيقة أن «مسلحين تابعين لتنظيم أنصار الإسلام يخططون لاستهداف المجمع التجاري بسيارة مفخخة من نوع «كورولا» بيضاء اللون تحمل لوحات تسجيل العراق- أربيل». وقال عضو لجنة الأمن البرلمانية مظهر الجنابي: «هناك احتمال تكرار حادث كركوك في أي محافظة عراقية أخرى بسبب ضعف العمل الاستخباري وتعدد مراكز القرار في المؤسسات الأمنية». وأكد وجود «مخططات إقليمية وقوى إرهابية على الأرض تعمل على زعزعة الوضع الأمني، ونحن في حاجة إلى هيكلة المؤسسة الأمنية من جديد وتطهيرها من العناصر الفاسدة»، موضحاً أن «المؤسسة الأمنية فيها العديد عناصر تعمل لصالح الميليشيات المسلحة وتنفذ أعمال قتل بحق العراقيين تحت غطاء الحكومة». إلى ذلك، أعلنت السلطات الأمنية في قضاء الفلوجة أمس حظراً شاملاً للتجول. وعزت الشرطة إجراءاتها إلى «وجود معلومات عن نية جماعات مسلحة استهداف المباني والمنشآت الحكومية». وأشارت إلى أن «الحظر يشمل حركة المركبات والمارة ولم يقرر موعد رفعه». ودعا محافظ الأنبار أحمد خلف الدليمي، في بيان الجميع إلى «التعاون لتفويت الفرصة على الجهات التي تحاول النيل من المحافظة». وفي نينوى، أعلنت قيادة العميات المشتركة في بيان أن «قوة من الفرقة الثالثة ألقت القبض على خمسة إرهابيين مطلوبين في منطقة المأمون، وضبطت مصنعاً لتصنيع العبوات الناسفة بجميع معداته، كما ألقي القبض على 18 مطلوباً منهم 11 وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب ومصادرة 26 عبوة ناسفة ولاصقة وتفكيك 4 عبوات أخرى ورمانتين حرارية، إضافة إلى ضبط 14 سيارة من دون أوراق ثبوتية في مناطق متفرقة من المحافظة». وفي ديالى، نجا قائد الشرطة اللواء الركن جميل الشمري من محاولة اغتيال بتفجير عبوتين ناسفتين استهدفتا موكبه، على الطريق الرابط بين بعقوبة وقضاء المقدادية. وانتقد الناطق باسم قيادة الشرطة الرائد غالب عطية الكرخي «خوف الأجهزة الأمنية من الميليشيات أو المسلحين»، وشدد على «ضرورة تجاهل الاتهامات، خصوصاً أن العنف الذي تشهده ديالى ليس خافياً عن القادة الأمنيين أو عناصر الشرطة والجيش أو المحافظات الأخرى»، مؤكداً أن «الأجهزة الأمنية مستمرة في ملاحقة المجموعات المسلحة». وكان محافظ ديالى عمر الحميري أكد أن «بعض قادة الأجهزة الأمنية في ديالى يخشون سطوة الميليشيات المتنفذة وأمراء الموت، وهي حقيقة مرة يعرفها القاصي والداني والأدلة كثيرة ولعل أبرزها انطلاق استعراض ميليشوي قبل أسبوعين في قضاء المقدادية تحت مرأى ومسمع الأجهزة من دون رداع بل العكس من ذلك كان الاستعراض بحماية أمنية نظامية مشددة». من جانبه قال رعد الجبوري، الناطق باسم «صحوات ديالى» في تصريح إلى «الحياة» إن «مسلحين هاجموا أحمد عبد الكريم، أحد شيوخ عشائر الجبور، وأردوه في الحال».