أعلنت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في ذكرى انطلاقتها امس، استقالة عدد من قياديي الصف الأول كبار السن فيها للإفساح في المجال أمام «الشباب» للتقدم في المناصب القيادية، كما أطلقت مبادرة لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية. وقدم مبادرة «الشعبية» القيادي جميل المجدلاوي خلال مهرجان حاشد نظمته الجبهة أمس في ساحة الكتيبة غرب غزة، والتي اكتست باللون الأحمر لمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لانطلاقتها، بحضور قياداتها وعشرات الآلاف من أنصارها، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية. وألقى المجدلاوي كلمته من على منصة ضخمة عُلقت عليها ثلاث صور عملاقة للأمين العام الحالي الأسير أحمد سعدات، والسابق الشهيد أبو علي مصطفى، والمؤسس «الحكيم» جورج حبش، فضلاً عن صور قيادات «الشعبية» الشهداء، وأخرى للرئيس الراحل ياسر عرفات، وزعيم «حماس» الشهيد الشيخ أحمد ياسين، وزعيم «الجهاد الإسلامي» الشهيد فتحي الشقاقي. وقال إن المبادرة المؤلفة من خمسة بنود تتضمن: «أولاً دعوة لجنة الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية للانعقاد باعتبارها المرجعية المسؤولة عن متابعة وتنفيذ لجان المصالحة الوطنية»، وثانياً «مباشرة الرئيس محمود عباس بتشكيل حكومة التوافق الوطني، وأن يَصدر مرسوم بذلك، (وفي الوقت نفسه) يُصدر مرسوماً رئاسياً بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في وقت لا يتجاوز ستة أشهر من تاريخ إصداره». وثالثاً «تحديد موعد إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني في موعد لا يتجاوز نهاية العام المقبل وفق التمثيل النسبي»، ورابعاً أن «تستجيب حماس لإرادة الكل الوطني والإسلامي في أن تكون انتخابات المجلس التشريعي وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل»، وخامساً أن «يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في لجان المصالحة، ووضع الآلية الممكنة لذلك». ودعا شباب حركتي «فتح» و»حماس» الى الضغط على قيادات الحركتين من أجل انهاء الانقسام، مشدداً على أن «الانقسام الكارثي لايزال مستمراً بكل تداعياته وتبعاته السلبية والقاسية على الشعب وقضيته، على رغم كل الجهود والمحاولات التي بذلت لإنهائه، وجماهير الشعب في قطاع غزة تعاني أكثر وطأة الانقسام من الفلسطينيين في كل بقاع الأرض». واعتبر أن «الانقسام ساهم في توسيع دائرة الحصار بكل أشكاله على القطاع، اذ طاول المحروقات ومواد البناء وأزمة الكهرباء والبطالة، وامتد ليحول غزة الى سجن كبير من خلال إغلاق معبر رفح». وطالب «حماس» ب «تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني في القطاع، والعمل من أجل التخفيف من معاناته، والاستجابة لمصالح الجماهير وحاجاتها». وعن المفاوضات مع اسرائيل، قال المجدلاوي إن العودة الى المفاوضات «علناً ورسمياً أثرت سلباً في المشهد الفلسطيني، اذ يجمع الجميع، بما في ذلك الغالبية العظمى من فتح، على أنها مفاوضات عبثية وضارة»، معتبراً أن «البديل لهذه المفاوضات استمرار المقاومة بكل أشكالها، والذهاب بملف القضية الفلسطينية إلى مؤسسات الأممالمتحدة، والانضمام إلى منظماتها كافة، والتمسك بعقد مؤتمر دولي يؤكد كل قرارات الشرعية الدولية، كونها قرارات تحتضن حق شعبنا في إقامة الدولة الفلسطينية وتقرير مصيره والعودة». وفي الشأن الداخلي ل «الشعبية»، قدم المجدلاوي جردة حساب، منتقداً ضعف مكانتها وتراجعها، وثمن القرارات والإجراءات والخطوات «الديموقراطية» التي اتخذتها اخيراً. وكشف أنه «في إطار المراجعة وكشف حسابنا على صعيدنا الداخلي في الجبهة، أنجزت الجبهة عقد مؤتمرها الوطني السابع، تجسيداً ولو متأخراً، لمبادئ التجديد والديموقراطية». وأعلن أن «عدداً من الرفاق الذين نعتز بهم وبعطائهم على صعيد الجبهة والثورة والقضية، بادر إلى التخلّي عن موقعه القيادي حرصاً وتجسيداً للديموقراطية والتجدد الذي يحمي مسيرة الجبهة والثورة من الشيخوخة والتكلّس والبيروقراطية». ومن بين هؤلاء المناضلين، ذكر نائب الأمين العام عبد الرحيم ملّوح، والمحامي يونس الجرو، وعبد العزيز أبو القرايا.