دخلت المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني مرحلتها النهائية في فيينا التي يصلها وزير الخارجية الاميركي جون كيري مساء اليوم الخميس وسط تشاؤم غربي روسي. وأقر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيره الأميركي بأن رأب صدع الخلافات مع إيران بشأن برنامجها النووي أمامه بعض الوقت. وقال خلال مؤتمر صحافي مع كيري: "نقاط الخلاف الرئيسية لا تزال قائمة"، مضيفاً: "نأمل أن نتمكن من تقليصها (نقاط الخلاف) في الأيام القادمة لكن ذلك سيتوقف على توجه الإيرانيين." وتعد فرنسا من الدول التي تتبنى موقفاً متشدداً إزاء إيران من بين الدول الست التي تجري محادثات نووية مع الجمهورية الإسلامية. ومن المقرر أن يتوجه فابيوس إلى فيينا قبل يوم الأحد. وقال كيري إنه يشارك فابيوس الرأي، مشيراً إلى أن القوى الكبرى التي تجتمع مع مسؤولين إيرانيين في فيينا هذا الأسبوع "موحدة" في السعي الى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي حتى لو كانت هناك "خلافات محدودة" بينها. وقال: "نعم نريد التوصل إلى اتفاق لكن ليس أي اتفاق. نحن موحدون في مجموعة 5+1"، التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) وألمانيا. ويصل كيري مساء الخميس إلى فيينا حيث تجري المفاوضات النهائية مع إيران التي يفترض أن تصل إلى نتيجة في مهلة تنتهي في 24 تشرين الثاني (نوفمبر). وصرح في مؤتمر صحافي آخر في مقر السفارة الأميركية في باريس: "في ما يتعلق بالمبادئ الأساسية... نحن متفقون على ضرورة أن نكون قادرين على التحقق من ذلك... لا بد أن تكون هناك قيود.. يجب أن يكون هناك مستوى مقبول، ونحن واثقون من وحدتنا". ورداً على سؤال إن كان الأمر الأكثر ترجيحاً هو تمديد المفاوضات بعد 24 تشرين الثاني (نوفمبر)، قال كيري إنه لم يتم التطرق لهذه المسألة. وكان دبلوماسيون قد أشاروا إلى ذلك في لقاءات خاصة. وقبل مغادرته إلى فيينا في وقت لاحق اليوم، قال كيري: "لا نبحث تمديداً، ونتفاوض في محاولة للتوصل إلى اتفاق"، مضيفاً: "إذا وصلنا إلى الساعة الأخيرة وكنا بحاجة إلى النظر في بدائل أخرى،عندئذ سوف نبحثها". وأعلن المفاوض الروسي سيرغي ريابكوف في وقت لاحق الخميس، أن المفاوضات حول الملف النووي الايراني التي تجري في فيينا تتم في "جو من التوتر" ما يجعل من "الصعب جداً" التوصل إلى اتفاق. وتابع المسؤول الروسي وفق ما نقلت عنه وكالة "ريا نوفوستي": "في الوضع الحالي، وما لم يحصل دفع جديد، سيكون من الصعب جداً التوصل إلى اتفاق". من جهة أخرى، حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس جميع الأطراف في المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية الست على إبداء مزيد من المرونة من أجل حل النزاع المستمر منذ 12 عاماً بشأن برنامج طهران النووي. وقال المكتب الصحافي لبان كي مون في بيان: "يدعو الأمين العام كل المشاركين إلى إبداء المرونة اللازمة والتحلي بالحكمة والتصميم لدفع المفاوضات نحو نهاية ناجحة تبدد مخاوف كل الاطراف وبواعث قلقها ". وأضاف البيان: "الأمين العام مقتنع بأن مثل هذا الاتفاق يمكن ان يساهم في تعزيز السلام والأمن الاقليمي والدولي في وقت تدعو فيه الحاجة إلى تعاون عالمي ربما أكثر من اي وقت مضى". وتابع أن بان يأمل في أن يؤدي الاتفاق إلى "استعادة الثقة في الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي". وفي وقت سابق نسف كبير المفاوضين الايرانيين علي اكبر صالحي إمكانات التوصل إلى تسوية سريعة بتأكيد أن بلاده لن تتراجع في عدة نقاط تعتبرها القوى الكبرى أساسية. وتشتبه هذه الدول منذ 2002 بسعي إيران إلى التزود بسلاح نووي تحت غطاء برنامج نووي مدني، الأمر الذي لطالما نفته طهران. وتطالب الدول الكبرى بأن تحد طهران قدراتها النووية بشكل يجعل الخيار العسكري أمراً مستحيلاً لقاء رفع العقوبات الشديدة التي تخنق اقتصادها. وحذرت إسرائيل الخميس من "اتفاق سيئ" مع إيران، وأكدت الاحتفاظ "بجميع الخيارات" للدفاع عن نفسها في حال تطور قدرات هذا البلد النووية. والتقى وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، مع كيري الخميس، وسيتوجه الجمعة إلى موسكو. ومساء الأربعاء أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، أنه ليس "متفائلاً بإمكان التوصل إلى حل بحلول الإثنين"، مشدداً على ضرورة أن تبدي إيران "قدراً أكبر بكثير من المرونة". لكن واشنطن كررت تمسكها بإمكان التوصل إلى اتفاق في الموعد المحدد. وفي فيينا، تواصلت الخميس المفاوضات التي افتتحت الثلثاء برعاية ممثلة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، بصيغ مختلفة، أبرزها مفاوضات ثنائية بين الوفدين الإيراني والروسي.