ساد الهدوء كركوك بعد ليلة من الاشتباكات العنيفة قرب مركز تجاري اقتحمه مسلحون يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم «القاعدة» احتجزوا رهائن. واستمرت عملية اقتحام المبنى لتحرير الرهائن حتى ساعات الصباح الأولى امس، وأدت إلى سقوط 125 ضحية وتحرير 11 رهينة. وفي صلاح الدين أخلت المحافظة عدداً من الدوائر بعد تلقّيها تحذيرات من وجود مخطط لاقتحامها. واتخذت قوات الأمن في نينوى أجراءات مشددة حول مبنى المحافظة خوفاً من عملية مماثلة. وأعلن محافظ كركوك نجم الدين كريم، في بيان أمس، بصفته رئيس اللجنة الأمنية المشرفة على عملية تحرير المحتجزين في مجمع «جواهر مول»، انتهاء العملية «في الساعات الأولى من صباح اليوم (أمس)، بمقتل المهاجمين وتحرير 11 شخصا احتجزوا داخل المبنى». وأكد أن إدارة المحافظة «كانت على علم بأن الإرهابيين يخططون لتنفيذ أعمال إرهابية» وأشار إلى أنه طلب من «الأجهزة الأمنية الحيطة والحذر لمواجهة المسلحين». ودعا وسائل الإعلام إلى «الدقة في نقل المعلومة ومساندة الأجهزة الأمنية ومواطني كركوك في محاربتهم الإرهاب». إلى ذلك، أعلن المدير العام لدائرة الصحة في كركوك الطبيب صباح أمين خلال مؤتمر صحافي أمس، أن «حصيلة العمليات الأمنية في جواهر مول بلغت 10 شهداء من القوات الأمنية والأسايش و109 جرحى غالبيتهم من الشرطة»، مؤكدا أن «6 انتحارين قتلوا في الاشتباكات». وأفاد مصدر أمني «الحياة»، أن «كركوك شهدت أمس (أول من أمس) عملية مزدوجة لاقتحام مبنى دائرة استخبارات الشرطة القريبة من المجمع التجاري وأخرى في مركز التسوق، بدأت بتفجير سيارة مفخخة تبعه اقتحام مجموعة من الانتحاريين المركز والتحصن فيه واحتجاز عدد من المدنيين ومهاجمة عناصر الأمن من على السطح ببنادق قنص لدعم المجموعة الأخرى التي اندفعت باتجاه دائرة الاستخبارات وقتلت عدداً من حراس المبنى والنقاط الأمنية التي تبعد مئات الأمتار عن الموقع وكذلك استهدف القناصون دوريات الشرطة المنتشرة في الشوارع المحيطة لمنعها من التدخل. كما صوّب القناصة على أي هدف متحرك ما أسفر عن مصرع عدد من المدنيين إضافة إلى رجال الأمن وجرح العشرات». وتابع: «مع الضياء الأخير ليوم الأربعاء، تمكنت قوات الأمن من قتل المجموعة التي حاولت احتلال دائرة الاستخبارات، أما الذين انسحبوا فالتحقوا بزملائهم في مركز التسوق وتم تطويق منطقة العمليات ثم استدعى المحافظ قوات إضافية من السليمانية لتلتحق ليلاً وتباشر عملياتها، ونجحت مبكراً في دخول الطابق الأرضي». وعن أسباب اندلاع النيران في المجمع بعد الساعة الواحدة صباحاً قال المصدر: «كانت المواجهة صعبة مع انتحاريين متحصنين داخل المبنى ما اضطر قوات خاصة بمكافحة الإرهاب قدمت من كردستان إلى معالجة الموقف بإحراق الطوابق المحتلة لإرباك المتحصنين وفرض اتجاهات ومواقع بعينها عليهم واستدراجهم» . وقال الفريق الركن عبدالأمير الزيدي، قائد عمليات دجلة إن ما جرى في كركوك «مهزلة»، مشيراً إلى أن قواته «هيأت الفوج الخاص بمكافحة الإرهاب الذي اقتحم مبنى الرعاية الاجتماعية في صلاح الدين قبل يوم وقوات أخرى محمولة بالطائرات لكن إدارة محافظة كركوك رفضت استقبال الطائرات فعادت إلى قواعدها بعدما وصلت إلى تكريت». وزاد أن «محافظ كركوك رفض الرد على اتصالاتي ما اضطرني إلى الاتصال بقائد الفرقة للاتصال بمقربين من المحافظ وإبلاغه أن بإمكاننا إنهاء العملية خلال 30 دقيقة لكنه رفض ذلك أيضاً». وزاد: «نحن في عمليات دجلة وبعد تحقيقات مع أحد قادة القاعدة قبل شهر تقريباً كشف فيها وجود مخطط لاقتحام جواهر مول أبلغنا الأمر إلى قيادة شرطة كركوك في 20 الشهر الماضي لكنها لم تتخذ الإجراءات اللازمة». وفي صلاح الدين، أفاد مصدر في الشرطة أن «قوات الأمن قررت صباح اليوم (امس) إخلاء الدوائر الحكومية والمؤسسات التعليمية في تكريت من الموظفين والطلبة تحسباً لحدوث هجمات مسلحة»، مبيناً أن «بين الدوائر التي أخليت دوائر الصحة والكهرباء والمحكمة والجمارك وفرع شركة آسياسيل للاتصالات ودوائر ومدارس». وقال مصدر امني في محافظة نينوى أن «قوات الأمن شددت إجراءاتها في محيط مبنى المحافظة في شارع الجمهورية بعد اقتحام مبنى الاستخبارات في كركوك ودائرة رعاية الشرطة في محافظة صلاح الدين تحسباً لشن هجمات مماثلة».