أعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أن مقاتلي «الجيش الحر» سيطروا على 40 بلدة معظمها في دمشق وريف حلب (شمال) وأسقطوا أربع طائرات ودمروا 21 آلية وقتلوا 79 من قوات النظام السوري في الأسبوعين الماضيين. وجاء في تقرير وزعه «الائتلاف» المعارض عن «انتصارات الجيش الحر وأهم البلدات والمواقع التي سيطر عليها والآليات التي استولى عليها الثوار» في مناطق عدة خصوصاً دمشق وحلب شمالاً بين 20 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي والثاني من الشهر الجاري. ودل إصدار «الائتلاف» تقريراً عن العمليات العسكرية ل «الجيش الحر» إلى زيادة التنسيق بين القيادتين العسكرية والسياسية. وأوضح التقرير أن مقاتلي المعارضة في دمشق وريفها تمكنوا من «كسر الحصار» المفروض على الغوطة الشرقية وفتح طرق الإمداد، ودفعوا قوات الرئيس بشار الأسد وعناصر «حزب الله» إلى «التراجع». وأشار التقرير إلى أن قوات النظام والميليشيات فرضت الحصار على الغوطة الشرقية بعد سيطرتها على بلدة العتيبة في 23 نيسان (ابريل) الماضي، لافتاً إلى أن العتيبة التي تقع على بعد 30 كيلومتراً شرق العاصمة وعلى بعد حوالى 11 كيلومتراً عن مطار دمشق الدولي، تُعد بوابة الغوطة الشرقية على البادية السورية، موضحاً أنها تتمتع ب «أهمية استراتيجية كونها عقدة مواصلات تصل بين جنوب سورية وبقية المحافظات الأخرى، وهو ما مكّن الثوار من طريقها من نقل السلاح والذخيرة والمؤن والدواء خلال الأشهر السابقة من شمال البلاد إلى جنوبها وبالعكس. وكان الحر قبل إعادة تحرير العتيبة استولى على ست بلدات في الغوطة الشرقية وهي (الفروسية، القاسمية، الزمانية، القيسا، العبادة، والجربا)، إضافة إلى القرية الشامية الواقعة على طريق المطار». وتستمر المواجهات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في القلمون، حيث استعاد النظام السيطرة على مدينة دير عطية مع استمرار المواجهات في مدينة النبك المجاورة بعدما سيطرت القوات النظامية على مدينة قارة في 19 الشهر الماضي. وأوضح التقرير أن «الثوار يخوضون هذه الأيام معارك عنيفة على جبهة القلمون حيث استطاعوا تدمير مبنى إدارة المرور في شكل كامل بعد نسفه بسيارة مفخخة، إضافة إلى تدمير ثلاث دبابات وقتل الكثير من عناصر «حزب الله» وقوات الأسد. وفي النبك تمكّن الحر من السيطرة على فرع الأمن العسكري وحاجز الجلاب، وتدمير مبنى «كازية كلكوش» بالكامل، والتي تعتبر مركز تجمع كبيراً لعناصر الأسد، إضافة إلى تدمير ثلاث دبابات». ولا تزال الطريق الدولية بين دمشق وحمص (وسط البلاد) التي تربط جنوب سورية بشمالها وغربها، مقطوطة بسبب المواجهات في مناطق عدة في القلمون. وأشار «الائتلاف» إلى أن مقاتلي المعارضة استطاعوا في 24 الشهر الماضي الوصول «للمرة الأولى إلى مقرات الحرس الجمهوري في جبل قاسيون وتفجير (بعضها) وقتل جميع من فيها، واستهدف الحر أيضاً تجمعات لقوات النظام في كل من عربين (شرق دمشق) ومستشفى تشرين العسكري في حرستا ومراكز لقوات النظام على امتداد المتحلق الجنوبي قرب مدينه زملكا (الغوطة الشرقية) وحقق إصابات مباشرة». وفي دمشق نفسها، قال «الائتلاف» إن مقاتلي «الجيش الحر» نفّذوا في 23 الشهر الماضي «عملية نوعية في حي المهاجرين واغتالوا خلالها ضابط أمن القصر الجمهوري اللواء بسام مرهج الذي يعتبر أيضاً المسؤول عن الجيش الوطني والمسؤول المباشر عن حماية موكب بشار الأسد، وذلك وفق ما أعلن البيان الذي أصدرته سرية المهام الخاصة التابعة للواء شهداء الإسلام». وفي شمال البلاد، أشار التقرير إلى أن «الجيش الحر» سيطر خلال الفترة ذاتها على 15 قرية وقطع طريق الإمداد بين خناصر والسلمية في وسط البلاد، موضحاً: «أصبحت 15 قرية في مناطق مختلفة بريف حلب تحت سيطرة الثوار (رسم الشيح، رسم عكيرش، ديمان، البرزانية، رسم الحلو، الحسينية، صدعايا، مزارع عزان، مداجن عزان، مزارع حديدين، مداجن رسم الشيح، حريبل، عسان، الجديدة، والخانات). وخلال معركة أطلق عليها «الفتح» سيطر الثوار على أجزاء كبيرة من طريق إمداد خناصر - أثريا في ريف حلب الجنوبي، وتمت محاصرة قوات الأسد ومليشيات «حزب الله» اللبناني وقتل عدد منهم خلال الاشتباكات»، على ما ذكر أبو الحسن الناطق باسم لواء التوحيد المنضوي حديثاً تحت راية «الجبهة الإسلامية». وتقع خناصر جنوب شرقي بلدة السفيرة وتبعد عنها مسافة 60 كيلومتراً وعن حلب 85 كيلومتراً، وهي على الطريق الممتد من ريف حماة في وسط البلاد إلى ريف حلب مروراً بمنطقة مؤسسة معامل الدفاع وصولاً إلى مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري. ويُعتبر هذا خط إمداد استراتيجياً لأنه الطريق الوحيد الذي يمكن من خلاله إدخال الإمدادات العسكرية إلى الجيش النظامي في مدينة حلب. وكانت قوات النظام سيطرت على مدينة السفيرة، لكن المواجهات لا تزال مستمرة بين «كر وفر» حولها. واستبعد ناطق باسم «لواء التوحيد» السيطرة عليها خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيراً إلى أن هذه المرحلة ستكون ل «معالجة وضع اللواء 80 من أجل التقدم نحو مطار حلب»، ذلك أن اللواء يشكّل مركزاً أساسياً لحماية مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري شرق حلب. إلى ذلك، أشار تقرير «الائتلاف» إلى أن «الجيش الحر» استولى في 26 الشهر الماضي على مناطق عدة في منطقة النقارين مثل «معمل برسيل ومحطة وقود شويحنة وعلى كامل المنازل المحيطة في تلة الشيخ يوسف، إضافة إلى تحقيقه إصابات مباشرة في مطار النيرب العسكري ومبنى البحوث العلمية من خلال صواريخ محلية الصنع، وقصف الحر اللواء 80 ومطار حلب الدولي وقوات النظام المتمركزة في مبنى المواصلات وصوامع الحبوب بصواريخ «غراد». وكان مقاتلو المعارضة سيطروا أول من أمس على قسم من مستشفى الكندي في حلب. كما تطرق التقرير إلى مدينة حماة في وسط البلاد، حيث سيطر مقاتلو المعارضة على «قريتي عصافرة وعرشونة في الريف الشرقي لحماة، إضافة إلى السيطرة على أربعة حواجز متفرقة هي حاجز الكفر وحاجز مفرق قرية عطشان الذي يقع قرب بلدة مورك وحاجزا البرج والشركة في الريف الشرقي»، لافتاً إلى اقتحام مقاتلي «الجيش الحر» قرية اصمد الواقعة في الريف الشرقي في حمص المجاورة لحماة. وفي شمال شرقي البلاد، أفاد «الائتلاف» بأن مقاتلي المعارضة سيطروا على حقل العمر النفطي في دير الزور و «حققوا تقدماً كبيراً في محافظة درعا (بين دمشق وحدود الاردن) حيث سيطروا في الثاني من الشهر الجاري على كتيبة التسليح شرق بلدة بصر الحرير بعد اشتباكات دامت ثلاثة أيام، إضافة إلى السيطرة على تلة أبو اليابس وتلة أبو لحية وتلة الواويات شرق مدينة نوى قاطعين بذلك طرق الإمداد القادم من مدينة إزرع إلى اللواء 61 وقيادة اللواء 112». وزاد أن مقاتلي «الجيش الحر» سيطروا في نهاية الشهر الماضي على «سرية الخوالد» في منطقة «بئر عجم» بريف القنيطرة واستطاعوا تدمير ثلاث دبابات وعربة شيلكا والاستيلاء على عربة «بي إم بي» والتصدي لرتل قادم من نبع الصخر في قرية «ممتنة» في معركة أطلق عليها «فجر الحرية».