سلّمت المملكة العربية السعودية الدفعة الثالثة من الأدوية والمستلزمات الطبية المخصصة للمخيمات الفلسطينية في شمال لبنان، وتحديداً مخيم نهر البارد، إلى منظمة الأونروا بحسب مذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين، وذلك إنفاذاً لتوجيهات النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف العام على الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعبين اللبناني والفلسطيني الأمير نايف بن عبدالعزيز. وأكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان علي بن سعيد عواض عسيري في كلمة له خلال حفلة التسليم وقوف المملكة الدائم إلى جانب الاخوة في فلسطين ولبنان، وقال السفير عسيري، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية: «لقد أتاحت لنا الحملة الشعبية السعودية التي تشكلت بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ويشرف عليها النائب الثاني، لنسلم الاخوة الفلسطينيين بالتعاون مع منظمة «الأونروا» الدفعة الثالثة من الأدوية المخصصة للمخيمات التي تعبر وسواها من المساعدات عن التزام المملكة قيادة وحكومة وشعباً بالقضية الفلسطينية، وبالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتقديم أشكال الدعم كافة له أينما حل لكي يصمد ويستمر في كفاحه حتى استعادة حقوقه الكاملة وينعم بالعيش الرغيد على أرض آبائه وأجداده». وأوضح أن المساعدات المادية والعينية التي تقدمها المملكة للاخوة الفلسطينيين ليست سوى جزء بسيط من تحرك شامل تقوم به في سبيل القضية الفلسطينية على الأصعدة كافة منذ عشرات السنين، مشيراً إلى أن المملكة تعتبر القضية الفلسطينية القضية القومية الأولى التي لم ولن تتأخر يوماً عن استخدام كل ثقلها السياسي وحضورها الدولي في سبيلها. وأكد السفير عسيري أن المملكة هي في طليعة الدول التي احتضنت القضية الفلسطينية وقدمت المساعدات للشعب الفلسطيني لا منة ولكن شعوراً بالمسؤولية الأخوية والقومية، وانطلاقاً من دورها السياسي الرائد. وأشار إلى أن المساعدات التي نقدمها للاخوة الفلسطينيين لها دلالة أبعد من كونها عنصر استمرار حياتي فقط، فهي تحمل محبتنا وعنوان وحدتنا، وتؤكد أن همومنا واحدة وان تعددت أقطارنا إلا أننا في العمق نجتمع في الدين واللغة والتقاليد والروابط الاجتماعية ووحدة المصير. وذكر السفير عسيري في هذا المجال بالنداء الذي وجهه خادم الحرمين، إلى الاخوة الفلسطينيين بأن يتحدوا ويتعالوا على الخلافات الداخلية ويكملوا نضال آبائهم وأجدادهم الذين دفعوا الدماء الزكية في سبيل استعادة أرضهم ومقدساتهم. وأضاف: «أقول هذا الكلام شعوراً مني كمواطن عربي غيور يعبر باسم قيادة بلاده وشعبه عن مدى الحرص على القضية الفلسطينية التي يتهددها الخطر الإسرائيلي بشكل يومي ليطفئ جذوتها ويمعن في إيلام شعبها وعبره كل الشعوب العربية». وأردف: «إن الهيئة المشرفة على الحملة الشعبية السعودية بدءاً من الأمير نايف، وصولاً إلى المسؤولين كافة فيها والعاملين يعتبرون ما يقومون به رسالة في سبيل الله عز وجل والاخوة الإنسانية ولا يطمحون إلى تهنئة أو شكر إلا أن الحق يقضي بالثناء على الجهد الجبار الذي يقومون به وتقدير التزامهم واندفاعهم الذي يعبرون بهما عن التزام واندفاع كل مواطن سعودي تجاه فلسطين ولبنان وكل قضية عربية». من جهته، تحدث المدير العام ل «الأونروا» سلفاتور ألباردو عن الجهود التي تقوم بها المنظمة لدعم الفلسطينيين على مختلف الصعد سواء الإنسانية منها أو الصحية والاجتماعية، متطرقاً إلى الدعم الذي توليه المملكة لمساعدة الجميع عموماً والفلسطينيين خصوصاً عبر التنسيق مع منظمة الأونروا، متوجهاً بالشكر إلى المملكة على دعمها لأعمال الانروا. بدوره، قال المدير الإقليمي للحملة الشعبية السعودية في لبنان بدر السمحان: «إنّ ما تقدمه الحملة الشعبية السعودية من برامج إغاثية ومشاريع إنسانية منذ إنشائها جاءت لتلامس حاجات من تضرر من أبناء الشعبين اللبناني والفلسطيني، وتجسدت هذه الأعمال بتوجيهات من خادم الحرمين وولي العهد وبإشراف النائب الثاني، وبمتابعة مستمرة من رئيس الحملة الدكتور ساعد العرابي الحارثي. وأشار إلى الجهود التي يبذلها السفير عسيري تجاه الحملة سعياً لتحقيق أهدافها السامية».