بدأت السلطات الاسرائيلية اقامة نواة لمستوطنة جديدة على اراضي قرية المزرعة القبلية قرب رام الله في الضفة الغربية مؤلفة من اكثر من 400 وحدة سكنية. وأبلغ رئيس المجلس المحلي في القرية عبد الله لدادوة «الحياة» ان السلطات الاسرائيلية اقامت في الايام الاخيرة عدداً من البيوت المتنقلة على اراض صادرتها من القرية لتكون نواة لمستوطنة جديدة تحمل اسم «نحلا طل» وفق مخطط للمستوطنة حصل مجلس القرية على نسخة منه عبر مؤسسات حقوقية. وقال سكان القرية ان السلطات الاسرائيلية امدت البيوت الاستيطانية الجديدة بالماء والكهرباء والهاتف. ويبيّن مخطط المستوطنة ان المرحلة الاولى من البناء تشمل اقامة 255 وحدة استيطانية، يتبعها في مرحلة ثانية اقامة 155 وحدة. وتنضم المستوطنة الجديدة الى مستوطنتين مقامتين على اراضي القرية والقرى المجاورة هي «نحالائيل» و «تلموند». وصادرت السلطات الاسرائيلية قبل سنوات مئات الدونمات من اراضي القرية ومنحتها للمستوطنين الذين قاموا بزراعتها. وقال رئيس المجلس المحلي ان «منظمة الاستيطان الصهيونية وبالتعاون مع الادارة المدنية قامت بنشر مخطط تفصيلي في الصحف العربية يهدف الى تغيير وجوه الاستعمال للمنطقة بهدف التحضير لبناء 400 وحدة استيطانية عليها». موضحاً ان السلطات حولت الاراضي المصادرة من اراضٍ زراعية الى اراضٍ سكنية لغرض تحويلها الى مستوطنة. وأضاف ان «اسرائيل صادرت مئات الدونمات من اراضي القرية في العام 2007 وحولتها الى مناطق نفوذ المستوطنات. وأصدرت الشهر الماضي قراراً جديداً يقضي بتحويل هذه الاراضي الى اراضٍ سكنية بغية اقامة مستوطنة عليها». وأوضح ان «المخطط الاستيطاني سيتم بموجبه مصادرة 400 دونم من اراضي القرية بهدف بناء اربعمائة وحدة استيطانية لمستوطنة جديدة على اراضي القرية». ولفت الى ان «سلطات الاحتلال التي اعطت مدة اسبوعين للاعتراض لم تنتظر الاعتراضات بل بدأت بتجريف هذه الاراضي ووضعت اكثر من اثني عشر كرفاناً فيها». وقال اصحاب الارض المصادرة التي تعود الى 30 عائلة انهم سيلجأون الى القضاء للاعتراض على مصادرة وتهويد ارضهم. ودان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قرار بناء المستوطنة الجديدة وقال: «ندين هذه الخطوة التي تتزامن مع مجيء وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى المنطقة». وأضاف عريقات: «ان اسرائيل تستقبل كيري مرة اخرى بادارة الظهر لجهوده وجهود الادارة الاميركية وهي تدير الظهر لمتطلبات السلام». واعتبر ان «هذا سلوك مخطط له مسبقاً وهدفه الاساسي تدمير جهود كيري ولذلك على الادارة الاميركية ان تعلن موقفاً واضحاً من هذا التصعيد الاستيطاني وان تعلن خطوات عملية ضد استمراره لاجبار اسرائيل على وقفه». وسرعت السلطات الاسرائيلية من عمليات التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية في الاشهر الأربعة الأخيرة التي شهدت عودة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى المفاوضات برعاية اميركية. وبيّن تقرير حديث لدائرة شؤون المفاوضات ان عدد الوحدات الاستيطانية التي أقرت في الأشهر الأربعة الاخيرة زادت عن خمسة آلاف وحدة سكنية. ويحذر مسؤولون فلسطينيون من ان المفاوضات معرضة للانهيار مع نهاية الفترة المحددة لها، وهي تسعة شهور تنتهي في نيسان (ابريل) المقبل، بسبب تواصل الاستيطان. وقال الدكتور صائب عريقات رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض في لقاء مع الصحافيين في القدس ان «اسرائيل لا تظهر اية جدية تجاه المفاوضات، وان اولويتها هو الاستيطان وهو ما يشكل نقيض اية عملية سياسية جدية».