شنت جماعة بوكو حرام هجوماً واسعاً ضد الجيش ليل الاحد-الاثنين في مايدوغوري معقلها التاريخي في شمال شرق نيجيريا ما تسبب بسقوط خسائر مادية فادحة. وقال سكان ان مئات الاشخاص المدججين بالسلاح هاجموا قاعدة عسكرية تابعة لسلاحي البر والجو على مقربة من مطار المدينة فدمروا طائرات وثكنات. واحرقوا محلات ومحطات وقود في المدينة وهاجموا ايضا حواجز عسكرية خارج المدينة. وردا على ذلك، فرضت السلطات حظر التجول لمدة 24 ساعة الاثنين في مايدوغوري شمال شرق نيجيريا واقفلت المطار موقتا قاطعة بذلك معقل بوكو حرام عن العالم. ويعتبر هذا الهجوم الاكبر للمتمردين ضد الجيش منذ اشهر عدة، منذ معارك 2009 في هذه المدينة بالذات والتي استمرت عدة ايام واسفرت عن مقتل 800 شخص. وفضلا عن قرار حظر التجول في المدينة والطرق المؤدية لها الذي اتخذ بموافقة الجيش الذي يبدو انه تعرض الى هجوم شنه مئات المقاتلين، حظرت كل الرحلات الجوية مع ولاية بورنو وعاصمتها مايدوغوري، كما اعلنت حكومة بورنو مبررة هذه الاجراءات بهجوم قالت ان عناصر من هذه الحركة الاسلامية شنوه ليل الاحد الاثنين. وقال مراسل لوكالة "فرانس برس" إن اعمال العنف بدات قرابة الساعة 03,00 (02,00 ت غ) الاثنين مع اطلاق نار وتفجيرات. وروى مسؤول حكومي محلي رفض الكشف عن هويته ويعيش بالقرب من قاعدة سلاح الجو انه "شاهد مروحيتين محترقتين" مضيفا انه "لم يبق الا القليل من مباني القاعدة". وقال هذا المسؤول: "في قاعدة سلاح البر دمر الارهابيون الثكنات واستولوا على سيارة مدرعة لنقل الجند لكنهم تركوها على احدى الطرق لاحقا". واضاف: "سمعنا نساء واطفالا يبكون من شدة الخوف في الثكنات"، موضحاً ان المهاجمين كانوا مسلحين "ببنادق كلاشنيكوف ايه كي-47" و"قاذفات صواريخ ومتفجرات". وقتل شخصان في الهجوم على القاعدة العسكرية كما قال. واشارت وزارة الدفاع التي اكدت الهجمات، بعد ظهر الاثنين في بيان ان "24 مهاجماً قتلوا" و"اصيب اثنان من العاملين في سلاح الجو بجروح"، مشيراً ايضاً الى "اضرار لحقت بثلاث طائرات عسكرية اضافة الى مروحيتين باتتا خارج الخدمة". واعلن المتحدث باسم الجيش النيجيري في مايدوغوري الكولونيل محمد دولي ان الجنود "نجحوا في صد المهاجمين" وان منطقة المطار "هادئة وتحت السيطرة". واعلن امين عام الحكومة بابا احمد جيدا ان "حكومة ولاية بورنو، بعد التشاور (مع الجيش) قررت فرض حظر التجول لاربع وعشرين ساعة في مايدوغوري". واضاف ان "فرض حظر التجول بات ضروريا بسبب هجوم شنه عناصر من بوكو حرام في الساعات الاولى من نهار اليوم في مايدوغوري". واعلن المتحدث باسم الجيش ابراهيم الطاهر ان هجوما وقع قرب المطار لكنه لم يعط المزيد من التفاصيل. وقال احد عناصر الاستخبارات "انهم دخلوا مايدوغوري قادمين من الاحراش وهم يهتفون الله اكبر"، مؤكدا انه تم التصدي لهم لكنه لم يوضح عددهم. وشوهدت سيارات اسعاف تغادر القاعدة الجوية وحي نغوماري المجاور وفق المراسل الذي اشار الى ان شوارع المدينة اصبحت خالية. وتحدث بعض السكان عن سقوط قتلى لكن لم يتسن التاكد من هذه المعلومات على الفور. ودعا جيدا السكان الى "الهدوء واحترام القانون حتى استعادة السيطرة على الوضع". واضاف ان قوات الامن "تبذل كل ما في وسعها من اجل حماية حياة وممتلكات المواطنين". واوضح انه "لا يسمح سوى للسيارات التي تقوم بمهمات طارئة وخدمات اساسية بالتنقل خلال فترة حظر التجول" الذي "سيرفع ما ان يسمح الوضع بذلك". وتأسست حركة بوكو حرام في مايدوغوري قبل اكثر من عشر سنوات وشنت هجمات عدة على المدينة. وقتل 24 شخصا في بورنو الاسبوع الماضي في هجومين نسبا الى بوكو حرام بينما بلغت حصيلة التمرد الذي اعلنته في 2009 والقمع الشديد الذي تلاه الاف القتلى. وانقطعت الاتصالات الهاتفية مع ولاية بورنو منذ ان شن الجيش هجوما واسع النطاق على بوكو حرام في ايار/مايو وفرض فيها حالة الطوارئ. وشمل هجوم الجيش ايضا اثنتين من ولايات شمال شرق نيجيريا حيث ينشط الاسلاميون كثيرا. واعلن الجيش السبت انه سيشدد الاجراءات الامنية في المناطق القريبة من الحدود مع تشاد والنيجر والكاميرون خلال اعياد الميلاد ورأس السنة في نهاية العام خشية وقوع اعتداءات من بوكو حرام. وقد شن المتمردون هجمات عنيفة في فترة الاعياد في 25 كانون الاول (ديسمبر) 2011 استهدفت كنائس ومراكز شرطة وقتلوا 49 شخصاً.