يعرف كل من جمهور نادي أرسنال وإدارته الذين صبروا كثيراً على أقدم مدربي البرميرليغ أرسين فينغر، أن الخطأ لم يعد مقبولاً. فالملياردير الروسي أوسمانوف، الذي يملك ثاني أكبر عدد من أسهم النادي، قال في شكل غير مباشر خلال مقابلة مع صحيفة «ديلي تيلغراف» إن أرسنال دخل حقبة جديدة بعد الفوز بكأس الاتحاد، وانتهاء مرحلة سداد الديون الناتجة من الانتقال لإستاد الإمارات التي اضطرت النادي لبيع عدد من نجومه. كلام أوسمانوف اعتبر رسالة لفينغر مفادها أن لا أعذار بعد اليوم. والأخير نفسه يعرف ذلك، فالفوز بكأس الاتحاد الذي أنقذ رقبة الفرنسي من الإقالة الموسم الماضي لم يعد مجدياً، ولم يبق أمامه للبقاء في منصبه لمواسم أخرى إلا خيارين كلاهما صعب: إما الفوز بال«برميرليغ»، أو ال«شامبيونزليغ». فينغر المتفائل كعادته مع بداية كل موسم، يحتاج لشروط عدة لفعل ذلك، أولها شراء نجوم على مستوى عال من الأداء، وهو ما لم يحدث حتى الآن، إلا إذا استثنينا صفقة سانشيز. أما البقية، فلاعبو صف ثان، من دبوشي إلى شامبرز وصولاً لأوسبينا، كما أن رحيل فيرملاين إلى برشلونة، وسانيا نحو الستي، زاد من المعاناة الدفاعية لأرسنال. الشرط الثاني، هو الهجوم. وعلى رغم امتلاكه أحد أفضل خطوط الوسط الهجومية من حيث الفعالية، إلا أن الفراغ الهجومي الذي سببه رحيل فان بيرسي ل«يونايتد»، لم يملأ بعد. فجيرو الذي أخذ فرصة كافية لم يستطع تحقيق المأمول منه، والأسماء الحالية الموجودة غير مقنعة، من كامبل لسانوغو، وحتى بودولسكي حالياً موضوع على قائمة البيع. لم يستطع فينغر حتى الآن تعويض ذلك بالانتقالات، إذ يعزف النجوم عن الذهاب لأرسنال. وخير دليل هو تفضيل فابريغاس، أحد اكتشافات العجوز الفرنسي، العودة للبرميرليغ من بوابة الجار اللدود تشيلسي. المشكلة الثالثة التي ستصادف فينغر هي الإصابات التي بدأت مع أرتيتا، وضعف اللياقة البدنية لدى اللاعبين، وإن كانت هذه المشكلة من المبكر الحديث عنها إلا أنها دفعت إدارة الغانرز لتغيير المسؤول عن اللياقة البدنية، فهذه المشكلة دمرت أرسنال في أكثر من موسم. المشكلة الرابعة تتعلق بكثرة الخصوم الأقوياء، بخاصة في البطولة المحلية. وإذا كان أرسنال اعتاد الحصول على المركز الرابع في المواسم الأخيرة، فحتى هذا يبدو صعباً في الموسم الجديد. فتشيلسي والستي عزّزا صفوفهما بعدد من النجوم، وليفربول لم يعد ضعيفاً كما كان في السنوات الماضية، أما اليونايتد فأعدّ العدّة لتعويض موسم مخيب للآمال بقيادة فان غال. ومشجعو أرسنال لم ينسوا بعد الخسائر المذلة في الموسم الماضي على أيدي الخصوم، الخماسية في الإنفيلد، والسداسية في الأولد ترافولد، والهزائم من تشيلسي وستي، فكيف لو أضيف إلى تلك الخسائر أنها ستأتي على يد نجوم الفريق السابقين الذين انتقلوا للخصوم؟ كل ذلك يفرض على فينغر التحرك بسرعة، وإلا سيجد نفسه يعمل محللاً أو مذيعاً في إحدى القنوات الناقلة للبريميليغ، وفي أفضل الأحوال مدرباً لإحدى الأندية الفرنسية، بخاصة وأن موناكو ينتظر إقالته بفارغ الصبر ليلتقطه من جديد. فأي من الشعارين سترفعه الجماهير في نهاية الموسم لافتة «شكراً فينغر»، أم شعار «ارحل فينغر»؟