يبدو أن جماهير نادي أرسنال غير مقتنعة بأن مدرب الفريق، الفرنسي آرسين فينغر على استعداد لاستغلال بدء سوق الانتقالات الشتوية لدعم صفوفه، وخصوصاً الخط الهجومي، بعد تأكيد غياب نجم الفريق ثيو والكوت إلى نهاية الموسم. جماهير أرسنال تدرك أن لديها فرصة ذهبية هذا الموسم في كسر صيام ثمانية أعوام عن الألقاب بعدما تصدر الفريق الدوري في انتصافه وتأهله لدور ال16 لدوري أبطال أوروبا من مجموعة صعبة، وبروزه في مباراة الدور الثالث لكأس إنكلترا بفوزه على جاره توتنهام (2- صفر)، ولذلك فإنها تحث فينغر لدعم خطه الهجومي، وخصوصاً في غياب والكوت لإصابته في الركبة، وقبله أصيب نيكلاس بيدتنر، وأيضاً لغياب أوليفييه جيرو ويايا سانوغو للإصابة أيضاً، والعودة من إصابة طويلة للألماني لوكاس بودولسكي، وهؤلاء هم الذين بإمكانهم اللعب في الخط الهجومي، لكن المدرب الفرنسي معروف عنه أنه حذر جداً في الإنفاق على لاعبين جدد، معللاً السبب «إذا لم يكن النجم الجديد أفضل مما أمتلك فلا داعي للإنفاق»، أي أن القادم الجديد يجب أن يكون من طينة ال«سوبر ستارز»، لكن ما هي الخيارات المتاحة لفينغر في هذا الوقت بالتحديد، والمعروف عنه أن أسعار النجوم تكون مضاعفة ومبالغاً فيها مقارنة بسوق الانتقالات الصيفية، لكون الأندية ترفض التخلي عن نجومها المبدعين في منتصف الموسم. الخيار الأبرز، والذي قد يكون الأقرب الى التنفيذ هو مهاجم ريال مدريد الصاعد الفارو موراتا (21 عاماً)، وهو خيار على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم، وقد لا يكلف الكثير، ويعطي فرصة لاستبداله وعدم جعله أساسياً دائماً، علماً بأنه لم يشارك أساسياً مع الريال هذا الموسم سوى في مباراة واحدة، ومع ذلك يتمسك به الريال ويعتبره البديل الوحيد لكريم بنزيمة في حال إصابته. أما الخيار الثاني فهو مهاجم أتلتيكو مدريد المتألق دييغو كوستا هداف الدوري الإسباني هذا الموسم، وعلى رغم أن فينغر لا يمانع في دفع 32 مليون جنيه لفك عقده من ناديه فإن الأخير يتشبث به، وخصوصاً أن أتلتيكو يصارع بقوة على بطولة الدوري هذا الموسم ويتألق في مسابقة دوري أبطال أوروبا، لكنه أشار إلى أنه سيكون على استعداد لسماع العروض في نهاية الموسم. الخيار الثالث قد يكون المهاجم البلغاري ديميتار بيرباتوف الذي أعلن رغبته في الرحيل عن فولهام. وعلى رغم أنه مشهود له بالبراعة والموهبة فإن فينغر نفى اهتمامه به، وقد يكون السبب سنه الكبيرة (32 عاماً)، وأيضاً سمعته في الآونة الأخيرة، إذ اشتهر بمزاجيته وفقدان بعض سرعته. الخيار الرابع، مهاجم مانشستر سيتي إيدين دجيكو الذي يبحث عن مخرج من مانشستر سيتي الذي بات فيه احتياطاً خلف أغويرو ونيغريدو، وخصوصاً أن كشافي أرسنال تابعوه من كثب في فترات متقطعة، لكن المشكلة تكمن في عدم رغبة السيتي في بيع نجومه لمنافسيه في الدوري الإنكليزي، وأيضاً بسبب راتبه العالي الذي يفوق حدود سقف أرسنال والبالغ 130 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً. الخيار الخامس، المهاجم الكرواتي ماريو مادزوكيتش، الذي سيصبح مركزه مهدداً بعد تأكيد ناديه بايرن ميونيخ ضم المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي من جاره بوروسيا دورتموند، لكن لأن الصفقة انتقال حر فإنه لن يلتحق بالفريق إلا في مطلع الموسم المقبل، ما يعني أن البايرن لن يتخلى عن مادزوكيتش قبل نهاية الموسم الجاري، علماً بأن فينغر تابعه وأبدى رغبته في ضمه. الخيار الأخير قد يكون عودة فتح باب الاهتمام بمهاجم ليفربول المتألق لويس سواريز الذي فشل أرسنال في ضمه بأكثر من 40 مليون جنيه، في حين أنه بعد تجديد عقده باتت قيمة فك عقده لا تقل عن 70 مليون جنيه، وهو مبلغ لا يدفعه سوى ريال مدريد وتشلسي وباريس سان جرمان. لذلك سيظل موراتا الخيار الأكثر واقعية على رغم الإصابات التي تنهش الخط الهجومي للفريق، ما سيقتنع به أنصار أرسنال فيعيدون الثقة بآرسين فينغر على غرار ما فعلوا على مدى ال17 عاماً الماضية.