لن يكون غريباً أن ينتهي الموسم الثامن على التوالي من دون أي ألقاب لأرسنال، لكن ما يقض مضاجع أنصار النادي اللندني أن مدربهم المخضرم آرسين فينغر غير قادر أو لا يحبذ تعديل وضع الفريق المتهالك. النقاط ال15 التي جمعها أرسنال في الدوري حتى الآن من 10 مباريات، هي أسوأ بداية له في ظل إدارة فينغر، حتى إنها أسوأ مما حصل عليه الموسم الماضي بعد 10 مباريات (16 نقطة)، على رغم البداية الكارثية له، والتي شملت الخسارة 2-8 أمام مانشستر يونايتد، إذ تكررت الخسارة مجدداً لكن بأقل سوءاً (1-2) السبت الماضي، وهي الخسارة الثالثة له هذا الموسم، الذي لم يحقق فيه سوى 4 انتصارات من 10 مباريات، لينصب تركيز الفريق مبكراً على الصراع على المركز الرابع بدلاً من صراع على اللقب، ومع ذلك ظلت الانتقادات محدودة من أنصار «الغانرز» على فينغر، بل صبت غالبيتها في استاد اولد ترافورد على الرئيس التنفيذي ايفان كازيديس الذي فضل الاهتمام بتحقيق ارباح لحملة اسهم النادي على توفير المواهب للفريق ليكون قادراً على الفوز بالالقاب. لكن الآن حان الوقت الجدي لمناقشة امكان رحيل فينغر، بعدما طرحت على استحياء الموسم الماضي، تقديراً ل16 عاماً قضاها مع الفريق، وشهد مطلعها أبرز انجازاته، فأصبح النقاش على ان المدرب الفرنسي أصبح جزءاً من المشكلة وليس جزءاً من حل ممكن. ومع اعتبار ان فينغر يحصل على واحد من أعلى الرواتب بين المدربين (7 ملايين جنيه سنوياً)، ومع ارتباط اسم مدرب برشلونة السابق بيب غوارديولا بالعودة الى التدريب الى انكلترا، مع وجود اهتمام من تشلسي ومانشستر سيتي، فان الفكرة تصبح منطقية ان يرتبط اسمه بأرسنال، خصوصاً ان قلة من المدربين يمكن لهم ان يكملوا ما بناه المدرب الفرنسي من فكر وأسلوب مميز. لم يكن طويلاً عندما كان فينغر منافساً شرساً لاليكس فيرغسون، والشخص المهاب في اولد ترافورد وربما الاكثر احترماً في الكرة الانكليزية، لكن بعد الهزيمة الاخيرة والعناق بين فينغر وروبن فان بيرسي بعد نهاية الشوط الاول، تغيرت نظرت عشاق ارسنال على مدرب باع أفضل لاعبي الفريق الى ألد اعدائه، وبعد تسجيل هذا النجم الهدف الوحيد في الشوط، فان البعض توقع ان يطأطئ فينغر رأسه استحياء عما فعله خلال أسابيع الصيف. المشكلة أصبحت تكتيكية أيضاً، فالخطة لا تتغير كثيراً أبداً مهما تغير المنافس وتغيرت الظروف، حتى استعانة فينغر تأتي بالنجوم الخائبين، فهو فضل بيع فابريغاس ونصري وفان بيرسي وربما والكوت في الشهرين المقبلين، لكنه أبقى العقيمين مروان الشماخ وارشافين وروزيسكي وسكيلاشي، وأشرك كوارث مثل اندريه سانتوس، وجميعهم يفتقدون عقلية الانتصار وحتى الموهبة التي ترفع من شأن الفريق، وكأن فينغر يضع خطة اللعب المعهودة وتشكيلته على أمل تحقيق النصر، وليس على يقين من فعل ذلك. ربما في باطنه يعلم فينغر هذه الحقيقة، وإلا لما صرح في أكثر من مناسبة أن إحراز المركز الرابع مساو للفوز بلقب، وأن التأهل إلى التشامبيونز ليغ هو إنجاز كبير. أرسنال حقق ألقاباً قبل مجيء فينغر في 1996، وبالتأكيد سيحقق ألقاباً بعد رحيله، لكن الفكرة تظل في إقناع فينغر نفسه بأن نجاح الأندية يبنى على الإنجازات والألقاب وليس على الحلول رابعاً وبيع أفضل النجوم.