حض الزعيم الديني مقتدى الصدر رئيس الوزراء نوري المالكي على التخلي عن طموحاته بولاية ثالثة عقب الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في نيسان (أبريل) المقبل، فيما أكد المالكي قدرة قوات الأمن على هزيمة الميليشيات والإرهاب في أي مكان في العراق، وقال خلال مؤتمر عشائري في البصرة امس، إن «ساحات الاعتصام أصبحت ساحات لجبهة النصرة والإرهابيين وأهالي تلك المناطق استنجدوا بالحكومة». وقال الصدر في رد على سؤال لأحد أنصاره عن توسط رئيس الوزراء لدى المرجعيات الدينية للحصول على دعمها لولاية ثالثة، إن «الوضع ينبئ بأن وصول المالكي (إلى رئاسة الوزراء) لا يكون إلا بدعم من التيار الصدري. وهذا الأمر غير وارد»، وحضه على «ترك الولاية القادمة لأهلها»، مؤكداً أن «إيران أخبرتني، على لسان أحد قادتها الكبار، أنها لا تدعم ولاية ثالثة للمالكي». لافتاً إلى أن «غالبية المرجعيات لا تتدخل في مثل هذه الأمور ولا أظنها تميل إلى ولاية ثالثة». أما المالكي فأكد خلال مؤتمر لعشيرة بني مالك التي ينتمي إليها «قدرة القوات الأمنية على هزيمة الميليشيات والإرهاب في أي مكان في العراق». وعن اتهامات برلمانيين سنة ميليشيات شيعية بالوقوف وراء عمليات اغتيال طائفية قال: «سيكون موقفنا أشد ممن يريد العودة إلى الميليشيات ونذكرهم بصولة الفرسان». وأضاف إن «العراق يمر بتحديات تتمثل في الإرهاب والتدخل الخارجي وهما وجهان لعملة واحدة، كذلك المنطقة تتعرض لعاصفة هوجاء». وأشار إلى أن «أخطر ما نواجهه هو التنصل من المسؤولية والهرولة إلى شاشات التلفزيون من أجل رميها على الآخرين». وتابع «ليس من حق أحد أن يتجرد من المسؤولية فالعملية السياسية عملية كل العراقيين وكلهم مسؤول». وهاجم المعتصمين السنة، مؤكدا أن «ساحات الاعتصام أصبحت ساحات لجبهة النصرة والإرهابيين وأهالي تلك المناطق طلبوا النجدة من الحكومة». وزاد: «لم تعد على عيون أحد غشاوة كي لا يرى المؤامرات التي تحاك ضد العراق». من جهة أخرى، أعلن الشيخ أركان خلف الطرموز، شيخ عشيرة البومرعي وعضو مجلس محافظة الأنبار امس، أن «البومرعي إحدى العشائر العريقة والكبيرة في محافظة الأنبار اجتمعت اليوم (أمس) بكافة أفخاذها ووجهائها واتخذت قرارات مهمة أبرزها هدر دم كل من يثبت انتماؤه إلى الجماعات المسلحة. وأكدت دعم قوات الجيش والشرطة وباقي صنوف الأجهزة الأمنية الأخرى في ملاحقة الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون». وشدد على ضرورة «حصر السلاح بيد الدولة وعدم السماح لأي شخص بحمل السلاح إلا بموافقة القوات الأمنية». وأوضح أن «البومرعي أكدت تمسكها بالعيش تحت خيمة العراق الواحد الموحد ورص الصفوف وتفويت الفرصة على الذين يروجون لمشاريع طائفية»، وأشار إلى أن «شيوخ ووجهاء قبيلة البومرعي شكلوا لجاناً عشائرية تأخذ على عاتقها إبلاغ القوات الأمنية بأي تحرك مشبوه للجماعات المسلحة ومحاربتها وعدم السماح لها باختراق مدن الأنبار».