اعتصم العشرات من شباب «ائتلاف الانتفاضة» في مدينة غزة ظهر أمس رفضاً ل «مخطط برافر» الذي تنوي من خلاله الحكومة الإسرائيلية تهجير نحو 70 ألفاً من بدو النقب، في حين اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومتضامنين وناشطين فلسطينيين تظاهروا مساء أمس قرب مستوطنة «بيت إيل» في رام الله ضد المخطط، ما أسفر عن اعتقال 3 شبان. وندد المتظاهرون في غزة بجرائم الاحتلال وممارساته ضد الشعب الفلسطيني وسلب أراضيه وتهجيره، ورفعوا لافتات ترفض المخطط وتدعو إلى تدخل عاجل لوقفه، كما رددوا هتافات تطالب بوقف جولات المفاوضات مع الاحتلال كرد طبيعي على مثل هذه المخططات. وقالت الناطقة باسم «ائتلاف شباب الانتفاضة» شروق محمود أثناء التظاهرة، إن المتظاهرين يوجهون «رسالة لأهلنا في النقب بأنهم جزء منا على رغم مخططات الاحتلال لإقصائهم وإبعادهم من فلسطين، لكننا سنبقى إلى جانبهم». وأضافت أن الائتلاف يراقب «باهتمام وبقلق بالغيْن تطورات الأحداث لأهلنا في الداخل المحتل عام 1948»، مشددة على أن «جوهر الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي هو في طبيعته العدوانية التوسعية، وعدائه لحركة التحرر الوطني، وسعيه إلى إحكام قبضته على المنطقة ونهب ثرواتها ومواردها». واعتبرت أن «مخطط برافر» يهدف إلى «تطهير منطقة النقب العربية وتهجير سكانها الأصليين من أراضيهم التاريخية، والاعتداء على نمط الحياة الخاص الذي توارثوه جيلاً بعد جيل من خلال إجبارهم على الاستقرار في قرى تمثل ما نسبته 1 في المئة من مجمل الأراضي التي كانوا يعيشون عليها». ولفتت إلى أن المخطط «يهدف إلى عزل منطقة النقب عن محيطها العربي المتمثل في قطاع غزة وسيناء، وتحويل جنوبفلسطين، حيث تقع منطقة النقب، الى منطقة عسكرية معزولة». وشددت على أن الاعتراض والتصدي ل «مخطط برافر» الذي يمثل «حلقة في سلسلة طويلة من سياسات التطهير العرقي الإسرائيلي، واجب على كل المساندين للحق العربي الفلسطيني في أرض فلسطين التاريخية التي تتعرض إلى حملة تستهدف تطهيرها من سكانها الأصليين، وطمس كل ما يدل على وجودهم التاريخي فيها». ودعت الشعب الفلسطيني والشباب مفجِّر الثورة إلى «الانتفاض في وجه المحتل وإشعال مناطق التماس في فلسطين وتصعيد المقاومة الشعبية ضد المحتل». وثمنت جهود الحملة الدولية ضد «مخطط برافر» والتحضير لتظاهرات غاضبة ضد القرار، «ما يؤكد شرعية المطالب الفلسطينية، وحضور القضية الفلسطينية ببعدها الدولي». تظاهرة رام الله وفي الضفة الغربية، دارت مواجهات بين ناشطين فلسطينيين تجمعوا أمام مستوطنة «بيت إيل» في رام الله وبين قوات الاحتلال التي أطلقت القنابل الصوتية والغازية والعيارات المطاط صوبهم، واعتقلت ثلاثة شبان عرف من بينهم الناشط الشبابي زيد الشعيبي، فيما لم تعرف هوية الشابين الآخرين. كما اغلق الجيش طريق الجلزون رام الله، وهي الطريقة الرئيسة التي تربط شمال الضفة بوسطها، ومنع المواطنين من المرور منها. وأفادت وكالة «معا» أن المسيرة انطلقت من أمام بلدية البيرة متجهة نحو مستوطنة «بيت إيل»، لكن لدى اقترابها أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت بكثافة، فيما أطلق الجنود برفقة المستوطنين الرصاص الحي نحو المتظاهرين من دون وقوع إصابات.