تعتبر «الهَيئة الدوليّة لحماية نهر الراين» INTERNATIONAL COMMISSION FOR THE PROTECTION OF THE RHINE التي أنشئت في العام 1950، من أبرز حُماة النهر. وتمثّل هَيئة حكوميّة مُشتركَة تضُمّ في عضويتها سويسرا وفرنسا وألمانيا وهولندا ولوكسمبورغ، كما تتمتّع بلجيكا والنمسا وليشتنشتاين بصفة المُراقب في هذه الهيئة. وفي مقر هذه الهَيئة في مدينة «كوبلنز» الألمانيّة قابلَت «الحياة» نائبة رئيس الهَيئة الدكتورة آن سشلت التي تحدّثت عن تعاون الهَيئة مع مُنظّمات غير حكوميّة يزيد عددها على 18 مُنظّمة. ومن النقاط المهمة التي تحدّثت سشلت عنها القواعد التي تحكُم التعاون بين الدول المُتَشاطئة على النهر. وبيّنت أنها تشمل اللامركَزيّة والتوافق والالتزام السياسي والِثقة المُتبادَلة وتوفير التمويل والتعاون التقني وتبادل المعلومات واتخاذ القرارات بناءً على توصيات فنيّة وعلميّة. وأوضحت أن الهيكل التنظيمي للهَيئة يدعم التعاون بين الدول، إذ يتكوّن من لجنة عليا للتنسيق تضمّ وُفوداً من الدُول المُشاركة كافة، ومجموعة عمل استراتيجيّة تنبثق منها أربع مجموعات تُعنى بالفيضانات ونوعيّة المياه وحماية البيئة والتَلَوّث الميكروبيولوجي، مع وجود نظام لإدارة المعلومات وتبادلها بين المجموعات المختلِفة. ورأت أيضاً أن التحدّيات التي تواجه نهر الراين تتصدّرها الفيضانات، كتلك التي ضربَتهُ عامي 1993 و1995، فهجّرَت نحو 200 ألف شخص، مع الإشارة إلى أن دراسات المناخ تتوقع زيادة هذه الفيضانات. وعَرَضَت شسلت خطّة عمل لمواجهة الفيضانات تمتد حتى 2020. وتهدف الخطّة إلى تقليل خسائر الفيضان ب25 في المئة في العام 2020، وتقليل مستوى الفيضان ب70 سنتيمتراً، ووضع نظام للتحذير والإنذار المبكر، ونشر الوعي بطُرُق مواجَهَة الفيضانات، وإنجاز دراسات مُعمّقَة حول هيدروليكية النهر تشمل سُرعَة المياه وكمياتها. وأوضحت سشلت أن مشاريع لتخزين المياه أثناء الفيضانات واسْتِخدامها عندما يقل التدفق في الصيف، انطلقت فعليّاً مع كلفة تقدّر بقرابة 12 بليون يورو. وفي هذا الإطار، أصدرت الهَيئة أطلس لنهر الراين يحتوي خريطة كامِلَة لتاريخ الفيضانات واسْتِخدامات الأراضي حول النهر. وهناك أيضاً «برنامج الراين 2020». ويهتمّ بالمياه الجوفيّة والسطحيّة. وبيّنت شسلت أن الجهود مُنصبّة على الإعداد لاستراتيجية لتكيّف حوض الراين مع التغيّر في المناخ، مشيرة إلى عدد من الدِراسات المُهتمّة بهذا الموضوع. وقالت ان هناك دراسة صدرت في نيسان (أبريل) تفيد بأن منطقة الراين ستشهد بين عامي 2050 و2100، زيادة في درجات الحرارة، مع اتّجاه الصيف للجفاف، والشتاء للفيضان. واستخدمت الدراسة عدداً من النماذج الرياضية في قياس مُعدّلات التغيّر في المناخ منذ بداية القرن الماضي.