تحمل ليلة الدخلة من «الثانية» ذكريات لا تخلو من الطرافة، وأيضاً انتقام الزوجة الأولى من زوجها وضرتها، وبعض هذه القصص مؤلمة إذا أخذت منحى العنف المؤدي إلى القتل، ولكن تبقى غالبية القصص من النوع الذي يخرب ليلة الزواج إلا أنه لا ينهيه. وأحالت سيدة زوجها إلى طوارئ إحدى المستشفيات في الأحساء، بعد أن قدمت له عصيراً احتفالاً بليلة زفافه على أخرى، تعبيراً منها عن رفضها التام للخطوة التي أقدم عليها الزوج، وما كان منها إلا أن أبدت تجاوباً ملموساً واستسلاماً لقرار زوجها قبل أن تحركها الغيرة لتقدم على ما أقدمت عليه، على رغم تظاهرها بعدم المبالاة. خرج الزوج من المستشفى بعد ساعات من العلاج، وهو يعاني آلاماً حادة في الجهاز الهضمي، قبل أن يكتشف أن ما أصابه ليس عيناً كما حاولت أخواته أن يقنعوه، وبعد التثبت اعترفت الزوجة الأولى بفعلتها انتقاماً لزواج زوجها عليها، وما كان منه إلا أن استسلم هو الآخر لكيد النساء وحاول تهدئة الأمور. لم يكن هذا الزوج بأسوأ حالاً من زوج تعرض هو وضيوفه لآلام حادة نتيجة وضع زوجته الأولى لعشبة «العشرق» المسهلة في قدر الأرز الذي سيقدم كوليمة احتفالاً بزواجه الثاني، إذ نجحت الزوجة في إفشال الاحتفال نجاحاً كبيراً، ليقرر الزوج تطليقها ليسترد كرامته التي اهتزت من جراء هذا الفعل الذي عده ب «المشين». يقول حبيب محمد (أحد أقارب الزوج) «كانت هناك معارضة شديدة من زوجته على زواجه من أخرى، لكنه أرغمها على الاستسلام لهذا القرار، وما كان منها وبمساعدة أحد إخوتها إلا أن وضعت «العشرج» في الأرز، وذلك قبل أن يقدم للضيوف، والذي تأثر كثير منهم وأغلبهم من أهل العروس إذ كانت الوليمة مقتصرة على أفراد محددين من العائلتين». ويوضح «أحس ابن خالي بأن كرامته تأثرت بعد أن اكتشف أن زوجته وأخوها هما من أفشلا هذه الحفلة، فأعلن أنه سيطلقها ليسترد كرامته المهدرة، وبتدخل من أسرة زوجته الثانية وكبار العائلة غير رأيه، وبقي لأكثر من خمسة أشهر لا يكلمها وينبذها قبل أن تعود المياه لمجاريها». وفي إحدى قرى الأحساءالشرقية، فاجأت زوجة زوجها بإمساك يد زوجته الثانية وإدخالها لقاعة الاحتفال وتسليمها بيد زوجها، قبل أن تطبع قبلة على رأسه مباركة له هذا الزواج، ما جعل الحضور في ذهول كبير، غير مصدقين لما يشاهدون، وعكر صفو هذا المشهد الغريب مشاجرة قوية بين إحدى قريبات الزوجة الأولى والزوجة الثانية. بدأت المشاجرة حين قالت قريبة الأولى بأن «ما ترونه ليس بغريب فهي بنت أصل وفصل ونسب، والخوف ممن لا يستحون ويسرقون الأزواج من زوجاتهم»، لتفجر هذه الكلمات سيل من الشتائم واللكمات قبل أن تنتهي الحفلة سريعاً بمغادرة الزوج وزوجتيه إلى أحد الفنادق احتفالاً بالزواج. وسجلت إحدى الزوجات أروع صور الإنسانية، حين قدمت ذهبها لترتديه ضرتها في ليلة زفافها، بعد أن عجزت عن شرائه لقلة المهر الذي قدمه الزوج، فما كان من الأولى إلا أن أعارته لضرتها وأهدتها قطعتين منه، وحين سُئلت عن هذا التصرف قالت «إنها يتيمة وفقيرة، وقمت بعمل موازنة بين أن أعاملها كضرة أو أتقي الله في يتمها وأعاملها بالحسنى»، هذا التصرف حولها لشخصية بارزة في قريتها الصغيرة. وأغرب القصص التي تدل على كيد النساء، عندما صعق أحد الأزواج حين عاد وزوجته الثانية من مقر الاحتفال، ليكتشف أن غرفتهما تحولت إلى مكب للنفايات، بعد أن عمدت زوجته الأولى إلى تغطية سريرهما بالقاذورات والأوساخ، وملأت الدواليب ببقايا الأكل، وتحولت الأغطية والوسادات إلى شيء من الماضي انتقاماً للزواج الذي لم توافق عليه.