اعتبرت طهران امس، أنها «لم تخسر شيئاً» في اتفاق جنيف الذي أبرمته مع الدول الست المعنية بملفها النووي، مرجّحة بدء تطبيق الاتفاق مطلع العام المقبل. وصرح الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس الثوري»، بأن «أميركا لن تقبل بأقل من إطاحة النظام» في إيران التي «هزمت القوى العالمية من دون اللجوء إلى خيار عسكري». وقال انه «في المفاوضات النووية اجتمعت كل القوى في جانب وإيران في جانب آخر، وهذه ظاهرة نادرة في التاريخ». واعتبر رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي ان «الاتفاق النووي إنجاز بالنسبة إلينا ولم نخسر شيئاً. أوقفنا تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، طوعاً ولستة أشهر. ومفاوضات جنيف تمّت على أساس ربح للجميع نسبته 100 في المئة». وأضاف: «تعاملنا سياسياً مع دول كانت لها مواقف عدائية تجاهنا. نتفاءل بالخير ونأمل بأن يفضي الاتفاق إلى تسوية نهائية للملف النووي». وزار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مدينة قم حيث أطلع مراجع دين بارزين على تفاصيل اتفاق جنيف، وبين هؤلاء جواد شهرستاني، ممثل المرجع علي السيستاني، وصافي كلبايكاني وناصر مكارم شيرازي ووحيد خراساني ونوري همداني وجعفر سبحاني. وقال ظريف: «في المفاوضات هناك أساليب مختلفة، وهذا يعني ألا تبتسم دوماً. الشعب الإيراني لا يثق بالغرب الذي لديه فرصة الآن لإعادة بناء الثقة المفقودة» مع طهران. وسُئل عن معلومات أفادت باحتمال مشاركة ممثل لإسرائيل في الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف، فنفى قائلاً: «الكيان الإسرائيلي أبرز خطر على المجتمع الدولي، ولا نحضر أو نبقى في مكان يحضر إليه ممثل الكيان المحتل للقدس». وحضّ القوى الكبرى على «إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، بدل الضغط على إيران»، معتبراً أن «الكيان المحتل للقدس هو العقبة الوحيدة التي تعترض ذلك». وفي فيينا، تطرّق المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية رضا نجفي إلى اتفاق جنيف، قائلاً: «نتوقع أن نبدأ تطبيق التدابير التي توافق عليها الجانبان، نهاية كانون الأول (ديسمبر) أو مطلع كانون الثاني (يناير)» المقبلين. وسُئل عن موعد وقف طهران التخصيب بنسبة 20 في المئة، فأجاب: «علينا أولاً عقد اجتماع للتنسيق وبمجرد أن نتفق على تاريخ نبدأ تطبيق التدابير التي وافقت عليها إيران». وذكر نجفي الذي كان يتحدث على هامش جلسة لمجلس محافظي الوكالة الذرية، أن إيران أجرت «مشاورات تمهيدية» مع الوكالة التي ستراقب تطبيق اتفاق جنيف، مستدركاً أن الوكالة «تحتاج وقتاً وموارد» لأداء مهمتها، علماً أن المدير العام للوكالة يوكيا أمانو كان شكا من أن الأمر «يتطلّب مبلغاً ضخماً من المال و(زيادة) لليد العاملة، وموازنة الوكالة محدودة جداً». وانتقد نجفي إسرائيل، معتبراً أنها «تدق ناقوس خطر بلا أساس، في شأن مخاوف الانتشار النووي»، على رغم أنها تملك 200 رأس نووي «كلها موجهة إلى مدن إسلامية». واعتبر المندوب الأميركي لدى الوكالة جوزف ماكمانوس أن كلام نجفي «خاطئ وغير ذي صلة» بالمسألة المطروحة. أما المندوبة الإسرائيلية لدى الوكالة ميراف زافاري – أوديز، فاعتبرت أن «استعداداً إيرانياً حقيقياً لتأمين وصول كامل للوكالة، إلى معلومات ووثائق ومنشآت ومواقع وأفراد، سيؤدي بالتأكيد إلى استنتاجات مقلقة جداً في شأن أبعاد عسكرية للبرنامج النووي الإيراني». إلى ذلك، رأى الجنرال مسعود جزائري، نائب رئيس الأركان الإيراني، أن «أميركا هُزمت في 3 معارك كبرى أمام إيران... يتحدث الرئيس الأميركي (باراك أوباما) في شكل مثير للسخرية، عن خيار عسكري على الطاولة، وهذه أمنية طفولية لا يمكنه أن يحققها ونيل النتيجة المرجوة منها». في غضون ذلك، أعلن السفير الإيراني في أنقرة علي رضا بكديلي أن ثمة «تعاوناً وثيقاً» بين الاستخبارات الإيرانية والتركية، نافياً مزاعم حول تجسس طهران على تركيا.