رد مدرب المنتخب القطري الأول لكرة القدم الجزائري جمال بلماضي بحدة على سؤال صحافي حول تباين مستوى «العنابي» وتراجع أدائه بين المباريات الودية و«خليجي 22»، إذ أجاب موجهاً خطابه لصاحب السؤال: «هذا رأي لا أتفق معه. ولا يهمني رأيك»، وهو ما استفز الصحافي ليرد قائلاً: «إذا كنت لا تهتم فأنا أسحب السؤال»، وهو ما دعا مساعد المدرب إلى الرد مباشرة بالقول: «ونحن نعتذر عن عدم إكمال الإجابة». وجاء ذلك المؤتمر الصحافي الملتهب الذي أقامه بلماضي أمس (الثلثاء) في المركز الإعلامي للبطولة، إذ وصل متأخراً، ورد على مدير المؤتمر الذي طلب التعليق التمهيدي له كما جرت العادة، ليرد الجزائري بطلب الأسئلة مباشرة من دون الإدلاء بأي تعليق. وتوقع بلماضي أن إقالة مدرب منتخب البحرين عدنان حمد قبل مباراتهم أمام المنتخب القطري ستصب في مصلحتهم، وستحدث رد فعل سلبي على الفريق «الأحمر»، مضيفاً: «لن أركز على الفريق المقابل، بل سأضع كل تركيزي على لاعبي فريقي، فنظيرنا أقال مدربه وربما يكون ذلك كافياً لترجيح كفتنا من حيث الاستقرار». وحول ضياع الفرص من مهاجمي منتخبه في المباراتين الماضيتين قال: «عملنا على تلافي ذلك الأمر بشكل متواصل، وتركيزنا ينصب الآن حول كيفية استغلال الفرص التي تسنح للاعبي الفريق، والصعوبة دائماً تكمن في تسجيل الهدف الأول، وبعدها تختلف المباراة وتكتيكها». وأضاف: «أثق بقدرة لاعبي الفريق على تسجيل نتيجة إيجابية في المباراة المقبلة، ومن ثم التأهل للدور نصف النهائي من البطولة، وأعتقد أن لعب ثلاث مباريات في ستة أيام أمر صعب جداً للاعبين، لذا منحت اللاعبين راحة أمس بسبب ضغط جدول البطولة، وبإذن الله هذا الأمر لن يؤثر في لاعبي الفريق»، مؤكداً جاهزية جميع لاعبي المنتخب، وعدم وجود أية إصابة. وقبل ختام المؤتمر، وجه أحد الصحافيين سؤالاً لبلماضي قال فيه: «متى يلعب المنتخب القطري بمهاجمين في ظل عدم قدرته على هز الشباك كما حدث أمام المنتخب اليمني؟»، فما كان من المدرب الجزائري سوى الرد بالقول: «مع مدرب آخر». ...ويواجه اختباراً حاسماً توسمت الجماهير القطرية خيراً بالنتائج الودية التي حققها المنتخب القطري في الفترة الماضية بإشراف المدرب الجزائري جمال بلماضي، وأملت بأن يعود العنابي من الرياض بلقب «خليجي 22». قدم بلماضي منتخباً يلعب كرة جيدة لفت الأنظار في المباراة الافتتاحية أمام السعودية بتمريرات قصيرة مركّزة وسلاسة الوصول إلى المرمى والتنظيم الدفاعي الجيد، ما جعل «العنابي» يرتقي فعلاً إلى أحد أبرز المرشحين للقب الخليجي. لكن بلماضي وجد نفسه بعد مباراتين تحت ضغط كبير، إذ بات مطالباً بالفوز بالمباراة الثالثة على البحرين لضمان التأهل إلى نصف النهائي. التعادل السلبي مع اليمن أخرج بلماضي عن هدوئه بقوله: «كيف يمكن أن نسجل الأهداف ونواجه منتخباً يدافع ب11 لاعباً». لكن يتعين على المدرب الذي نجح في الفترة الماضية مع المنتخب القطري العودة إلى تركيزه بسرعة، لأن المنتخب يضم لاعبين جيدين، ومستواه كان إيجابياً في المباراتين، لكنه بحاجة إلى بعض الإضافات الهجومية لأن التكتلات الدفاعية أمر طبيعي في مباريات كرة القدم. وحقق بلماضي نجاحاً كبيراً في أول مهمة له عندما قاد المنتخب في بطولة غرب آسيا التي استضافتها قطر في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ولم يتوقف النجاح على مجرد الحصول على اللقب، بل امتد إلى العروض الجيدة والنتائج الكبيرة، أبرزها الفوز على السعودية (4-1) والكويت (3-صفر). لكن لا يعتبر الكثيرون بطولة غرب آسيا اختباراً حقيقياً للمدرب الجزائري، كون المنتخبات المشاركة لم تكن معظمها بالصف الأول، لذلك ينظر الجميع إلى كأس الخليج على اعتبارها الاختبار الأول والحقيقي له، قبل البطولة الأقوى وهي كأس آسيا بأستراليا مطلع 2015، ومن ثم تصفيات كأس العالم بروسيا 2018 وهي الحلم الأكبر الذي يراود الكرة القطرية وجماهيرها ومسؤولوها، خصوصاً أنهم يريدون بناء منتخب جيد لمونديال 2022 في قطر. بلماضي وعلى رغم قيادته للمنتخب القطري في غرب آسيا ديسمبر 2013، تعاقد رسمياً مع الاتحاد القطري في منتصف مارس 2014 مدة 4 مواسم حتى 2018، وبدأ العمل الفعلي منتصف أيار (مايو). وينظر المدرب الجزائري باهتمام إلى كأس الخليج كونها خطوة مهمة قبل كأس آسيا. وسبق لبلماضي أن تولى قيادة نادي لخويا وأثبت نجاحاً لافتاً بالحصول معه على بطولة الدوري القطري 2011 و2012، وسبق له الاحتراف في قطر منتصف التسعينات مع الغرافة والخريطيات. وبلماضي من المدربين الذين يفضلون اللعب الهجومي، إذ يرفض الاعتماد على الدفاع أو الهجمات المرتدة، وقد كلفه ذلك الكثير مع لخويا في دوري أبطال آسيا، إذ قدم عروضاً جيدة، لكنه لم يحقق النتائج المرجوة بسبب الاندفاع الهجومي.