وجّه مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني الذي يسيطر عليه الأصوليون، صفعة أخرى للرئيس حسن روحاني، إذ رفض مرشحاً رابعاً لتولي وزارة العلوم، بحجة قربه من الإصلاحيين. ونال فخر الدين أحمدي دانش آشتياني 70 صوتاً فقط، فيما رفض ترشيحه 171 نائباً، وامتنع 16 عن التصويت، علماً بأن 257 من اصل 290 نائباً في البرلمان، حضروا الجلسة أمس. دانش آشتياني (59 سنة) الذي يحمل دكتوراه في علوم الزلازل من جامعة «لندن إمبيريال كوليدج»، شغل منصب نائب وزير التربية في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي (1997-2005). ووصف دانش آشتياني نفسه أمام النواب، بأنه «مستقل»، متعهداً تعيين وجوه جديدة نواباً له في الوزارة. لكن نواباً أصوليين اعتبروا أن لديه علاقات وثيقة مع الإصلاحيين، وعرضوا فيلماً ظهر فيه دانش آشتياني خلال تجمّع لطلاب يطالبون بإغلاق الجامعات، احتجاجاً على نتائج انتخابات الرئاسة عام 2009. ودانش آشتياني هو المرشح الرابع لتولي وزارة العلوم والبحوث والتكنولوجيا، إذ رفض مجلس الشورى جعفر ميلي منفرد صيف 2013، ثم حجب الثقة عن رضا فرجي دانا في آب (أغسطس) الماضي، بذريعة تعيينه في مكتبه مسؤولين شاركوا في احتجاجات 2009، وإعادته أساتذة إلى الجامعات بعد طردهم إثر تلك الاضطرابات. والشهر الماضي رفض البرلمان ترشيح محمود نيلي أحمدآبادي لتولي حقيبة العلوم. وقال النائب الأصولي حسين نقوي حسيني أمس: «الفتنة خط أحمر بالنسبة إلينا. سيرفض البرلمان 20 مرشحاً آخرين، يفكرون بالطريقة ذاتها» مثل دانش آشتياني. وكان روحاني دافع عن ترشيح دانش آشتياني، مشيراً إلى أن اختياره يأتي في إطار تطبيقه وعوده الانتخابية للشعب الإيراني. وأبلغ النواب أن مرشحه شخص «مؤهل ونال دعم جزء كبير من الأكاديميين والطلاب»، معرباً عن ثقته بأن دانش آشتياني «سيساهم في تجنيب البرلمان جدلاً لا داعي له، ويعيد للجامعات وظيفتها الفطرية في خدمة الشعب وتربية طلاب أكثر سعادة من قبل». ورفض روحاني تكهنات إعلامية بتعرّضه لضغوط، قائلاً: «لا أقبل ضغوطاً من كتل سياسية أو شخصيات، لاختيار وزير العلوم». واعتبر أن «المبدئيين (الأصوليين) والإصلاحيين هم أبناء الثورة، ولا فرق بين هذا الحزب أو ذاك ونحترم كل الأحزاب السياسية الملتزمة الجمهورية والدستور والقيادة الرشيدة والمصالح الوطنية». وشدد على أهمية وزارة العلوم إزاء «المصير العلمي لآلاف من الطلاب والأساتذة والأكاديميين»، وزاد: «نسعى فقط إلى تقدّم البلاد، ونرغب في أن تكون الجامعات مراكز نشاط علمي وبحثي وابتكار تكنولوجي وتقدّم لمستقبل البلاد»، ما يتيح لإيران أن تصبح «مرجعاً علمياً بارزاً إقليمياً ودولياً». وكان 800 أكاديمي وقّعوا عريضة تؤيد تولي دانش آشتياني حقيبة العلوم، معتبرين انه «أكاديمي بارز ومؤهل، معروف بالتزامه وصدقه وورعه». وأفادت وكالة الأنباء الطالبية (إيسنا) بأن 84 في المئة الأساتذة الجامعيين الإيرانيين أعربوا عن دعمهم لدانش آشتياني. في غضون ذلك، أعلن مكتب الادعاء في طهران أن الإيرانية – البريطانية غنجه قوامي التي اعتُقلت في حزيران (يونيو) الماضي خلال محاولتها حضور مباراة في الكرة الطائرة، أوقفت بسبب ارتباطها بالمعارضة، لا سعيها إلى حضور المباراة.