تستعد وزارة الثقافة العراقية لافتتاح «المتحف الوطني للفن الحديث» بعد إعادة تأهيله ضمن مشاريع بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013، خلال ملتقى بغداد للفنون التشكيلية، في الأول من كانون الأول (ديسمبر) المقبل، بحضور فنانين عراقيين وعرب وأجانب. وقال جمال العتابي، مدير دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة العراقية ل «الحياة»، إن «إعمار المتحف يعد أهم حدث ثقافي نترقبه جميعاً، وقد خُصصت موازنة كبيرة لإعماره وإعادة الحياة إليه، لما يحمله من ذاكرة فنية مهمة احتضنت بواكير أعمال الرموز الفنية العراقية المعاصرة، إضافة إلى مكانته وسمعته بين المتاحف العالمية». وأوضح أن افتتاح المتحف يندرج في برنامج الملتقى في اليوم الثاني منه وبحضور حشد كبير من فناني الداخل والخارج، اضافة إلى الضيوف العرب والأجانب. وأضاف: «ستفتتح قاعات المتحف الثلاث الكبرى (جواد سليم وعطا صبري وفائق حسن) بمعارض تشكيلية ونحتية تكون استهلالاً لفتح أبوابه من جديد أمام الزوار والفنانين ومتذوقي الفن والجمال، فيما ستنقل إليه لاحقاً الأعمال الموجودة في وزارة الثقافة». وأكد عادل شمعون، المشرف الفني على إعادة إعمار المتحف، إن «عمليات الإعمار بدأت مطلع العام الحالي، بإشراف فريق هندسي متكامل. وكانت المدة المحددة للإنجاز ثمانية أشهر، ولكن بسبب ظروف استثنائية مددت الفترة شهرين لإنجاز كل الأعمال». أنشئ المتحف الوطني للفن الحديث في العام 1960 بمبادرة من الفنان الرائد نوري الراوي الذي اقنع الوزير بشراء أول مجموعة لوحات لفنانين عدة، من بينهم الفنان جواد سليم. وبعد الحرب الأميركية على العراق في نيسان (أبريل) 2003، تعرضت مرافق ثقافية لعمليات تخريب ونهب، وكان من ضمنها مبنى المجموعة الدائمة للمتحف الوطني للفن الحديث، فسرقت وخربت منتخبات من حركة الفن التشكيلي في العراق بأجياله المتعددة منذ نهاية القرن التاسع عشر. وتناولت تقارير صحافية عراقية، في السنوات الماضية، أنباء عن تنقل لوحات كلاسيكية عراقية في السوق السوداء، ووجود سماسرة يتاجرون بأعمال الفن الحديث، كانوا في الأغلب لا يعرفون قيمة المواد الفنية التي يتعاملون بها. ويقول فنانون عراقيون إنه حتى العام 2010 أحصيَت الأعمال المسروقة من متحف الفن الحديث بنحو ثمانية آلاف لوحة زيتية وغرافيك ونحت وسيراميك، سرقت في العام 2003، وقد استعيد منها نحو مئة عمل فقط. وحاولت المؤسسة الثقافية وعدد كبير من المثقفين العراقيين تقصّي التجار ومحاولة شراء الأعمال المسروقة منهم، وفي 4 أيلول (سبتمبر) 2004 أقامت وزارة الثقافة معرضاً للأعمال الفنية المستعادة ضم بعضاً من القطع العائدة إلى مجموعة المتحف الوطني للفن الحديث.