نجح الرئيس الغيني ألفا غوندي الذي قاد شخصياً تحرك بلاده للحصول على استثمارات خارجية، في الحصول على نتائج ممتازة خلال «مؤتمر الشراكة والتنمية والاستثمار» في جمهورية غينيا، والذي عقد أخيراً في أبو ظبي. وتمثلت هذه النتائج في توقيع عقود لتطوير مشروع مصفاة «سانجاريدي» للألومينا بأكثر من خمسة بلايين دولار، وتطوير مشاريع زراعية تنفذها الشركة الإماراتية المختصة بالأعمال الزراعية «الظاهرة القابضة»، إضافة إلى مساعدات من صناديق عربية وإسلامية ب890 مليون دولار. واختتمت أمس أعمال المؤتمر الذي نظمته وزارة الخارجية الإماراتية و «غرفة تجارة وصناعة أبو ظبي» في حضور رئيس جمهورية غينيا ألفا كوندي، وأكثر من 500 شخص من رؤساء الشركات والمؤسسات في غينيا ومديريها، وعدد كبير من المسؤولين في الإمارات. وأكد كوندي أن بلاده بدأت تنفيذ خطط طموحة في مجالات التعليم والصحة والمجالات الاقتصادية، خصوصاً في التعدين والطاقة والزراعة والبنية التحتية بالشراكة بين القطاعين العام والخاص. وأضاف: «تشهد غينيا تطوراً نحو عهد جديد وتريد أن تكون المحرك الاقتصادي للمنطقة بما لديها من إمكانات كبيرة في مجالات الطاقة والتعدين والقطاعات الأخرى الجاذبة للاستثمارات». وأكد أن بلاده «تتطلع إلى شراكات اقتصادية قوية طويلة الأمد مع دول المنطقة، وإلى بناء قطاعها التعديني والزراعي الذي يعتبر أحد أهم مجالات التنمية ومكافحة الفقر». ووقعت الحكومة الغينية اتفاقاً مع شركة «ألومينا غينيا المشتركة»، المملوكة بالكامل من جانب «شركة المبادلة للتنمية» (مبادلة)، و «مؤسسة دبي للألمنيوم» (دوبال)، يحدد برنامج تطوير مشروع مصفاة «سانجاريدي» للألومينا في غينيا. ووقع الاتفاق وزير المناجم والجيولوجيا الغيني مدير شركة «ألومينا غينيا» محمد لامين فوفانا، والمستشار الأول في وحدة الصناعة في «مبادلة» خالد صالح الراشدي. وكان كل من «مبادلة» و «دوبال» أعلنتا في أيار (مايو) الماضي استحواذه على الحصة المتبقية في شركة «ألومينا غينيا» البالغة 66.6 في المئة. ووقعت شركة «الظاهرة القابضة» مذكرة تفاهم مع غينيا للتعاون في تطوير القطاع الزراعي، كما ستستثمر الشركة في زراعة محاصيل عدة سيتم توريد معظمها إلى أبو ظبي وتداولها في السوق الدولية، كما سيُخصص جزء منها للاستهلاك المحلي. وتخطط الشركة لبناء مطحنة للرز ومحطة لتقويم الفواكه والخضار، إلى جانب مرافق التعبئة والتخزين، بينما ستوفر غينيا للشركة الفرص لتمكينها من تنفيذ الاستثمار المتفق عليه والدعم الإداري والتنظيمي واللوجيستي. وقال نائب رئيس مجلس الإدارة في «الظاهرة» خديم الدرعي: «شراكتنا مع غينيا، ممثلة بوزارة الزراعة، تشكل مبادرة مهمة للشركة، إذ تؤكد التزامنا بمواصلة تنمية استثماراتنا في أفريقيا وتفتح باب التعاون التجاري». وقال وزير الزراعة الغيني مارك يومبونو: «سيحقق الاتفاق مع شركة الظاهرة القابضة الكثير من الفوائد لغينيا في مجال التنمية الزراعية وتحسين الري وتطوير البنية التحتية، ولن تقتصر الفوائد على المزارعين المحليين بل ستشمل اقتصاد البلد». ويُتوقع وضع اللمسات النهائية على الاتفاق منتصف عام 2014، بعد إنجاز الخطط المالية والتشغيلية. وأكد مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية في وزارة الخارجية الإماراتية خالد الغيث «نجاح مؤتمر الشراكة والتنمية والاستثمار لجمهورية غينيا في تحقيق أهدافه من خلال توفير دعم مالي واقتصادي كبير لغينيا». وأوضح في تصريح في اختتام فعاليات المؤتمر أن «قيمة المنح التي قدمتها صناديق التنمية والاستثمار العربية والإسلامية والأفريقية لغينيا خلال أعمال المؤتمر، بلغت حوالى 890 مليون دولار، ساهم فيها البنك الدولي والصندوق الإسلامي للتنمية» وصناديق التنمية في أبو ظبي والسعودية والكويت، وعدد من المؤسسات المالية الدولية.