دعا المدير العام للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) المهندس صالح بن إبراهيم الرشيد، رواد ورجال الأعمال من داخل المملكة وخارجها إلى الاستثمار في المدينة الصناعية الثانية بجدة، مبيناً أن المدينة تُعد من المدن الحديثة المتكاملة، وإحدى أسرع المدن الصناعية نمواً، وتزخر بالعديد من الفرص الاستثمارية سواء في القطاع الصناعي أم اللوجستي وغيرها من الفرص الواعدة. ولفت الرشيد في تصريحات أمس، إلى أن المدن الصناعية بجدة حظيت برعاية خاصة، إذ بادرت الهيئة وضمن استراتيجيتها لإنشاء مدن صناعية متكاملة الخدمات، بدعم المستثمرين الصناعيين باستكمال جميع الخدمات الضرورية، والتي من أهمها تأمين الطاقة الكهربائية، مؤكداً أن «مدن» أولت مشاريع الطاقة الكهربائية أهمية قصوى، وجعلت منها جزءاً مكملاً لمنظومة التخطيط والتطوير. وأوضح أن هناك الكثير من المشاريع الصناعية العاملة بالمدينة الصناعية الثانية بجدة، والتي تزيد على 20 مصنعاً، وأنه تم أخيراً توقيع عقد إنشاء خطوط نقل أرضية لربط محطات التحويل بالمدينة الصناعية الثانية بجدة، بقيمة 49,508 مليون ريال، فضلاً عن محطة كهرباء مكتملة قيد التشغيل بالمدينة الصناعية، وتعكف «مدن» حالياً على بناء محطة أخرى للطلبات المستقبلية. وزاد الرشيد: «هناك تعاون وتنسيق مستمر بين «مدن» وشركة الكهرباء لتسريع إطلاق التيار الكهربائي وإمداد المشاريع الصناعية بها في المدن الصناعية، إذ لا يستغرق توصيل الكهرباء إلى المشروع الصناعي أكثر من ثلاثة أيام حال التزام المستثمر بسداد متطلبات شركة الكهرباء»، مشيراً إلى أن «مدن» تعمل حالياً على استكمال تطوير البنية التحتية للمدينة الصناعية بكلفة 108 ملايين ريال، بعد الانتهاء من تغذيتها بالطاقة الكهربائية. وبيَّن أن جدة تُعتبر إحدى أوائل المناطق التي احتضنت المدن الصناعية، إذ شهدت إنشاء المدينة الصناعية الأولى في عام 1973، ومع تزايد الإقبال ونمو الطلب على الأراضي الصناعية تم التوسع في إنشاء المدن الصناعية حتى بلغت أربع مدن صناعية مكتملة الخدمات حالياً. وأكد أن الصناعة أصبحت خياراً استراتيجياً، وأن الهيئة تسخر كل طاقاتها وإمكاناتها لتوفير الأراضي الصناعية المزودة بأرقى المرافق والخدمات من أجل تشجيع الاستثمار الصناعي في المملكة، مؤكداً أن المدن الصناعية أصبحت تشهد إقبالاً كبيراً من المستثمرين الصناعيين، وتستقطب العديد من الاستثمارات الصناعية ذات القيمة المضافة، وذلك بفضل توجه الدولة وتوفير بيئة مثالية للاستثمار من خلال منظومة التسهيلات والحوافز التي تقدمها للمستثمرين الصناعيين. وبيّن أن «مدن» نفذت خلال الأعوام الخمسة الماضية أكثر من 300 مشروع بقيمة إجمالية تجاوزت أكثر من 8 بلايين ريال، ومشاريع أخرى بالشراكة مع القطاع الخاص تقدر قيمتها بأكثر من 4 بلايين ريال لتطوير الأراضي الصناعية الجديدة وتأهيل البنية التحتية للمدن القائمة، وإيصال الخدمات للمدن الصناعية، كما تعكف حالياً على تنفيذ مجموعة كبيرة من مشاريع التطوير، وباستثمارات تقدر بأكثر من 9 بلايين ريال للأعوام المقبلة، تتضمن ترقية الخدمات والبنى التحتية والخدمات المساندة في نحو 32 مدينة صناعية على مستوى المملكة. يذكر أن المدينة الصناعية الثانية بجدة أنشئت عام 2009 على طريق جدة - الليث السريع، وتبلغ مساحتها الإجمالية 8 ملايين متر مربع، وتتوافر فيها جميع الخدمات الأساسية، وتضم المدينة أكثر من 353 مصنعاً منتجاً أو تحت الإنشاء والتأسيس في مختلف الأنشطة الصناعية والخدمية. ومن المتوقع أن تتجاوز عدد المصانع والمشاريع الخدمية المساندة 400 مشروع صناعي وخدمي بنهاية العام الحالي. أما المدينة الصناعية الثالثة بجدة فقد أسست في عام 2012، على مساحة إجمالية تبلغ 80 مليون متر مربع، وتقع على طريق الليث، وتم تطوير المرحلة الأولى منها بمساحة 20 مليون متر، وتتوافر فيها شبكة طرق، وخدمات كهرباء. وتمتاز المدينة الصناعية بقربها من مكةالمكرمة، إذ لا تبعد عنها سوى 50 كيلومتراً، وبحسب ما هو مخطط ستستقطب المدينة صناعات ثقيلة ومتوسطة وخفيفة.